عرف جزء “مسرحية الظل” من المسرح الشعبي التركي باسم كاراغوز، على اسم بطل المسرحيات. واشتهرت الشخصيات الرئيسية لمسرحية الظل التركية التقليدية خلال الفترة العثمانية وانتشرت بعد ذلك في معظم الدول القومية التي تنتمي الى الإمبراطورية العثمانية، وهي كاراغوز وهاسيفات. ويعني كاراغوز “العين السوداء” باللغة التركية وهاسيفات “الحاج”، ويعتقد أن الاثنين جاءا من مدينة بورصة، كما مؤلف المسرحية: سيه كوستري.

وتتكون المسرحيات من أربعة أجزاء: المقدمة وهي مقدمة المؤامرة وتنتهي فيها الشخصيات المتناقضة كاراغوز وهاسيفات دائما بالعراك.

المحاور وهو الجزء الثاني ويتكون أساسا من حوار سريع وتلاعب مرير بالألفاظ بين الشخصيات، وبالتالي يطوّر المؤامرة.

الفاسيليس وهو الجزء الثالث الذي يتم فيه تعريف الجمهور على الشخصيات الأخرى.

البيتيس وهو الخاتمة التي يعود فيها الحوار والقتال من جديد بين كاراغوز وهاسيفات.

أما الشخصيات الأخرى فعادة ما تشمل أنواعا مثل الجلبي (شاب وسيم وثري يتحدث بسلاسة مع السيدات)، ماتيز (سكير)، بيبيروهي (قزم لعوب ومتخلف عقليا)، أرنافوت (ألباني)، يهودي (يهودي)، تشركيز (شركسي)، كورت (كردي)، لاز (لازي)، ترياكي (مدمن أفيون، دائما نائم عند الحاجة)، زيني (شخصية نسائية، أو شاب آكل لحوم البشر، أو ثرثار عجوز).

خلال المسرحية، يتم نقل الشخصيات المتحركة واظهارها على الستار بحسب الحوار؛ وأصوات الشخصيات المختلفة، واللهجات واللكنات كلها كتبها فنان واحد. ويعتبر التلاعب بالألفاظ، واللهجات واللكنات وسوء التفاهمات والمبالغات العناصر ??الرئيسية في الكوميديا. وعادة ما تنطوي المسرحية على مضمون باطني أو فلسفي عميق.

الموضوع الرئيسي في المسرحيات هو التفاعل المتناقض بين الشخصيتين الرئيسيتين. هما يكملان بعضهما البعض: في النسخة التركية، يمثل كاراغوز الجمهور الأمي ولكن الصريح، في حين ينتمي هاسيفات إلى الفئة المتعلمة التي تتحدث بالتركية العثمانية وتستخدم اللغة الشعرية والأدبية. وعلى الرغم من أن المقصود هو أن يكون كاراغوز الشخصية الأكثر شعبية والمحببة بين الفلاحين الأتراك، الا ان هاسيفات هو المفضل عندهم. وعلى الرغم من ان كاراغوز يتفوق دائما على مستوى تعليم هاسيفات بخفة دمه الفطرية، الا انه مندفع جدا وتنتهي أحاديثه اللا متناهية عن مخططات الثراء السريع بالفشل.