معلومات عن مهرجان الجنادرية في المملكة العربية السعودية.
يُعد مهرجان الجنادريّة أهم وأجمل المهرجانات المقامة في المملكة، ويرجع سبب تسميته الجنادريّة نسبةً إلى اسم قرية الجنادريّة التراثيّة، والتي توجد بالقرب من مدينة الرياض.
يقوم مهرجان الجنادريّة بعكس الصورة التراثية السعوديّة، ويقام هذا المهرجان كل عام في وقت اعتدال المناخ، والذي يكون في الشهور الاولى من العام الميلادي، ولكن نظراً لظروف انتشار وباء كورونا فقد قامت المملكة بتأجيله هذا العام.
تستمر فعاليات هذا المهرجان لمدة اسبوعين متواصلين.
فكرة مهرجان الجنادريّة
نبعت فكرة إنشاء مهرجان الجنادريّة من رغبة المملكة الصادقة في إجراء تطورات في سباق الهجن، والذي يتم بصورة سنويّة، ولقد حازت هذه الفكرة على ترحيب الجميع وانتشرت على مستوى وطنيّ ومستوى إقليميّ.
تعود الفكرة بإنشاء هذا المهرجان إلى رغبة المملكة في استعادة مجد تراث المملكة العربيّة السعوديّة المعروف، ويتم هذا عن طريق تعريف الأجيال الناشئة، ودول العالم الأخرى بذلك التراث العظيم.
تاريخ مهرجان الجنادريّة
بدء مهرجان الجاندريّة في بادئ الأمر تاريخ ٢-٧-١٤٠٥ هجرياً واستمرَّ إلى تاريخ ١٣-٧-١٤٠٥ هجرياً، ومن هذا الوقت صار هذا المهرجان يطل بدورة جديدة علينا في كلّ سنة إلى الوقت الحالي، حيث تختلف فعاليّاته من عام إلى العام الذي يليه.
فقد احتوت دورته الأولى على مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية المُتنوِّعة، والتي تثبت الاهتمام بإظهار التراث السعوديّ، والتنبيه من أجل الحفاظ على مَظاهر البيئة المَحلّية، وتراثها، والاعتناء بالثقافة، والكثير من الأمور، ونظرًا لذلك، وصل المهرجان في ذلك الوقت إلى تحقيق نجاحًا ساحقًا، ممّا شجع الجهات المُختَصّة في الدولة إلى تخصيص قرية كاملة تخدم التراث الوطنيّ حتى تضمُّ المجمع الذي يعكس كل مناطق المملكة العربية السعوديّة، إذ أنها تضم سوقاً تجاريّاً، وبيتاً، وطريقاً، وهذا بالإضافة إلى الصناعات، والمُقتنَيات، والمَعدّات، والبضائع القديمة.
ثمّ أقيمت الدورة الثانية وشهد زيارة ما زاد عن نصف المليون زائرًا، مع العلم بأنّه تمّ عن طريقها الاهتمام بالكثير من الأنشطة المتنوعة، مثل: المُحاضَرات، والعروض الشعبيّة، والأُمسِيات الشعريّة، وغيرها من الأمور.
أقيمت فيما بعد الدورة الثالثة، لتثبت صدق الاهتمام عن طريق عَقد الندوات الثقافيّة التي تضمُّ كبار المُفكِّرين، والأدباء، والمُثقَّفين العرب، والتي نادت إلى المحافظة على التراث الشعبيّ العربيّ، والعلاقات التي تربطها بأنواع اخرى من الفنون، وما يتعلق بها، مع اهمية الأخذ في الاعتبار أنّ تمّ بناء صالة للأنشطة الثقافيّة فيه، وهذا بالإضافة إلى توسيع مساحة السوق الشعبية؛ بهدف استقبال عدد أكثر من المعارض.
تاريخ مهرجان الجنادريّة
بينما في دورته الرابعة قام المهرجان بعَرض ستين مهنة حِرَفيّة إقليمية من أربع وعشرين منطقة في السعوديّة، وهذا بالإضافة إلى إقامة ثلاثة وعشرين معرضاً مختص في مُؤسَّسات، وجِهات حكوميّة، كما تم إقامة عَرض للفروسيّة به، وتأسس مبنى دائم خاص بالهيئة المَلَكيّة، وغيرها من الفعاليّات المتنوعة.
كانت الدورة الخامسة الأوّلى في إقامة مَعرض للوثائق الاجتماعيّة، والسياسيّة، والتاريخيّة، بالإضافة إلى الكثير من الفعاليّات الترفيهية الأخرى.
وفيما تم تجهيزه بالدورة السادسة، فقد قامت بعَقد ندوات فكريّة، وأُمسِيات شعريّة، وغيرها من النشاطات التي استمرّ المهرجان بعَقدها سنويّاً وعلى نحو معتاد، وذلك بإدخال المشاركات الفنّية، والتراثيّة، ومن الجدير بذكره أنّ هذه الدورات المُتتالية، والمُستمِرّة شَهِدت إقبالاً يتزايد تدريجياً من الزوّار، وبشكلٍ متكرر.
نبذة عن مهرجان الجنادريّة
يُعتبَر مهرجان الجنادريّة، أو ما يُعرَف بالمهرجان الوطنيّ للتراث والثقافة بكونه معرضًا لتراث المملكة العربيّة السعوديّة.
يتم تحت إشراف وزارة الحَرَس الوطنيّ سنوياً كما ذكرنا في سابق المقال.
كما يتم إرسال كلّ عام دعوة دولة من دُوَل العالَم المختلفة حتى تقوم بعرْض حضارتها، وتُراثها من خلاله، ويُقترن ذلك فعاليّات متنوعة، وبرامج مُتعدِّدة، كما تتمّ دعوة العديد من ضيوف كشخصيات شرفية من خارج المملكة، وداخلها.
والجدير ذكره أنّ المهرجان يحظى بإقبال أعداد هائلة من المُواطِنين، والمُقيمِين على حد سواء.
يضم مختلف فئات المجتمع؛ لتجتمع في قرية واحدة يسود فيها جو الانتماء، والتآخي، والولاء؛ فهو يُمثّل موروثاً تراثياً للشعب، كما يُجسِّد ثقافة المملكة بشكل حي، ويُساهِم في إحياء التراث، وترسيخ هويّة المواطن السعودي الوَطنيّة.
أهداف مهرجان الجنادريّة
تبعاً لأهداف إنشاء مهرجان الجنادرية فإن له أهداف سنوية، وعامة تهدف لها المملكة والتي تتمثل في:
تأكيدًا على القِيَم الاجتماعيّة، والاسلامية الأصيلة التي تعيد تنبيه الناس بتقاليدهم، وعاداتهم الموروثة التي دعا إليها الدين الإسلاميّ.
تحقيق الوحدة، والانسجام بين التقدم الحضاريّ، والموروثات الشعبيّة بكل جوانبها.
تشجع أفراد المجتمع على ان يكتشفوا التراث الشعبيّ، وتثبيته، وإعادة تشكيله، والحث على دراسته.
تحول، إصقال، وتشكيل القِيَم الخاصّة بالموروثات الشعبيّة.
إظهار صورة عميقة، وأكثر وضوحًا للموروثات الشعبيّة، وذلك من خلال تعريف الجميع به، وتمثيل الأدوار، وصياغتها على الحقيقة.
معنى كلمة الجنادرية
الجنادرية اسم لروضةٍ، كانت تسمّى روضة سويس وفيما مضى، وتكون من الروضات الملحوقة بوادي السُّلَي المعروف.
وفي اللغة جندر الثوب: المراد اُعيد رونقه بعد فنائه.
وجندر الكتابَ: تمرير القلم على ما درس منه ليتفكر.
وجندر الشيء: أي صقله بالجنادرية.
الجندرة: آلة خشبية تُتخذ لصقل الملابس وبسطها.
فعاليات مهرجان الجنادرية
يتم افتتاح المهرجان عادةً بالأوبريت الذي خُصّص خطابه تحديداً لتثبيت معنى المهرجان.
إن مدّة الأوبريت الذي يتعين أدائه من قبل عدداً من الفنانين المشهورين لمدّة خمسة وأربعين دقيقة كاملة، ويتضمن قيام الفرق الشّعبية بأداء أشكال غنائية متنوعة.
وجود صالات وأجنحة العروض حرصاً على إظهار معنى التّراث الحقيقي الشعبي السعودي.
يتم إظهار الحرف اليدوية والأكلات الشّعبية، والمنسوجات، والأشغال اليدوية ونحوها من أدوات التّراث في معارض خاّصة لكل دولة او مدينة من مدن المملكة التي تُشارك في مهرجان الجنادرية.
تقدم المؤسسات الحكومية والشّركات بعرض ما تمتاز به لعرضه في مساحات مخصّصة للضيوف المشاركة في هذا الحفل، حيث تستفيد هذه المؤسسات من عرض مواهبها أو منتجاتها في المهرجان باعتباره فرصة كبيرة للوصول إلى عدد كبير من الناس من مختلف الثقافات والأنحاء.
سباقات الهجن
التي تعتبر بها الإبل من الحيوانات التي تعكس الحياة الطبيعية لأهل بادية الصحراء، وطابع السعودية، فالجمال أو الإبل هي الحيوانات التي اعتمد عليها الإنسان لسنوات وهي جزء لا يتجزأ من الحضارة والطبيعة الصحراوية للبلاد العربية، ولذلك السبب تمّ إنشاء سباقات الهجن لتثبت أهمية الجمال وروح المنافسة بين المشاركين، لأن سباق الهجن هو من الفعاليات الهامة والتي ينتظرها كثير من الحاضرين عند بدء مهرجان الجنادرية.
يعد المهرجان بمثابة ملتقى الشّعر والشّعراء كما يعد الشّعر هو لبنة أساسية في ثقافة العرب، ولذا حرصت إدارة المهرجان على خلق مساحة لإظهار حقيقة الشّعر وتسليط ضوء الاهتمام على الشعّراء الذين يكتبون ويلقون الشّعر، وفي هذه المساحة الشّعرية يتمّ أيضاً استضافة ضيوف الشّرف من الشّعراء المشهورين العرب من دول الخليج العربي أو خارجها.
تقديم عروض وأنشطة متنوعة حيث يتم بها تسليط الضوء والتأكيد على معنى أصالة فنون العرب التّشكيليّة، ولهذا قد خصصت صالات خاصّة حتى تعرض اللوحات الرسومية الفنية، وكذلك الأعمال الفنية المختلفة التي يتمّ بها توظيف المواهب الفردية الأخرى عدا الرّسم.