معلومات عن هنري لوس حقق حلمه بدار “تايم” للنشر

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن هنري لوس حقق حلمه بدار “تايم” للنشر

 

 

معلومات عن هنري لوس حقق حلمه بدار “تايم” للنشر

 

“اخترت أن أعمل في مجال الصحافة لأكون في أقرب مكان ممكن من قلب العالم”. وبالفعل حقق هنري آر. لوس حلمه وتمكن من بناء أكبر دور النشر وأكثرها نفوذاً على مستوى العالم. وعلى الرغم من أن الكثير من الناس اليوم لا يعرفونه بالاسم، إلا أن آخر الاحصاءات أكدت أن واحداً من أصل كل خمسة أفراد في الولايات المتحدة يقرأون إحدى مطبوعاته على الأقل لمرة في الاسبوع. ويمكن القول ان لوس حقق ثورة حقيقية في عالم النشر بالولايات المتحدة الذي يطلق عليه اسم عملاق الصحافة الأمريكي في القرن العشرين.
 
ولد هنري روبنسون لوس يوم 3 ابريل/ نيسان من عام 1898 في مدينة تينج تشو بالصين، وكان الأكبر بين 4 أطفال رزق بهم رجل الدين هنري وينترز لوس وزوجته اليزابيث روت لوس التي كانت تعمل بدورها في أعمال دينية.
واتصف لوس منذ صغره بالجدية إذ كان يمضي أوقات فراغه في كتابة الأناشيد الدينية بيد أن لغته الأولى كانت في واقع الأمر هي اللغة الصينية. وعندما بلغ العاشرة من عمره أرسله والداه الى مدرسة داخلية في الصين. وفي عمر الرابعة عشرة قرر لوس بشخصيته المستقلة السفر الى أوروبا، وبعد سنة فاز بمنحة دراسية للدراسة في الولايات المتحدة.
والتحق لوس بمدرسة هوتكنز في مدينة ليكفيل بولاية كونيتيكيت، وبالرغم من جدول يومه المزدحم بالأنشطة المختلفة أثبت لوس تفوقه الأكاديمي، وكان الى جانب ذلك يتولى إدارة تحرير مطبوعة المدرسة الشهرية “هوتكينز ليتراري منثلي”.
وخلال عمله في تلك الصحيفة عقد لوس علاقة الصداقة الأهم في حياته مع بريتون هادن والذي كان يتولى وقتها إدارة الصحيفة. ويقول لوس ان صداقة عميقة توطدت بينهما بالرغم من الاختلاف الكامل في الطباع والاهتمامات.
وبعد إنهاء الدراسة الثانوية التحق هادن ولوس بجامعة يال، وواصل الاثنان العمل سوياً في الصحيفة اليومية للجامعة. وتطوع الاثنان للخدمة ضمن برنامج يال لضباط الاحتياط، واسهم الوقت الطويل الذي قضياه سوياً في معسكرات التدريب في توطيد الصلة بينهما بصورة أكبر خاصة بعد أن اكتشفا هدفاً مشتركاً تمثل في إنشاء صحيفة من نوع جديد، صحيفة تسهم في تثقيف العامة واطلاعهم على كل ما يدور حولهم في العالم مترامي الأطراف.
وفي عام 1920 تخرج لوس في الجامعة ليلتحق بجامعة اوكسفورد لدراسة التاريخ، غير أنه لم يبق هناك لفترة طويلة، فبعد مرور عام واحد ترك لوس الدراسة وعاد الى شيكاغو ليجتمع مع هادن ليبدأ معه التخطيط لتأسيس أول مجلة أخبار اسبوعية خاصة بهما. لدى عودته الى الولايات المتحدة بدأ لوس العمل كمحرر لدى صحيفة “شيكاغو دايلي نيوز” ومن ثم انتقل الى بالتيمور ليعمل مع صديقه بريتون هادف كمحرر لدى صحيفة “بالتيمور نيوز”. ولم يمض وقت طويل قبل أن يقرر الاثنان العمل على إطلاق مجلة خاصة بهما.
واستقال الاثنان من عملهما عام 1922 للتركيز على خططهما ومجلتهما الجديدة التي اختار لها اسم “تايم”. وقام لوس برسم صيغة ومفاهيم العمل في المجلة مبدياً الكثير من الحرص على المبادئ الأخلاقية ذات القيمة الأعلى في المجتمع. وفي الوقت الذي كانت المطبوعات فيه تحرص على اعتماد الموضوعية في طرح الأخبار أكد لوس أن ال”تايم” تطرح الرأي والرأي الآخر، إلا أنها تميل الى الكفة التي تراها أرجح.
وبدأ لوس وهادن بيع أسهم المجلة التي يطمحان لنشرها، وكانا يأملان في جمع مبلغ يصل الى 100 ألف دولار، لكن ما تمكنا جمعه خلال أول عام، ومن 72 مستثمراً وصل الى 86 ألف دولار، وقررا البدء بإطلاق المجلة.
وبالفعل صدر أول عدد من مجلة ال”تايم” يوم 3 مارس/ آذار من عام ،1923 واعتمدت المجلة شعاراً لها “الدقة، الوضوح والكمال”. ووصل عدد فريق عمل المجلة وقتها الى 18 فرداً، 11 منهم كانوا من زملاء لوس وهادن في جامعة يال.
وقام لوس بتعيين هادن رئيساً للتحرير، في حين تولى هو الجوانب الإدارية والمالية. وكان كل منهما يحصل على راتب 40 دولاراً في الأسبوع، بيد أن هذا كله تغير عام 1929 عندما توفي هادن بشكل مفاجئ، مما اضطر لوس لتحمل مهام ومسؤوليات شريكه الراحل. وعلى الرغم من هذه الضربة الصعبة، إلا أن المجلة واصلت النجاح.
ووظف لوس أرباح المجلة في إنشاء المزيد من المطبوعات الجديدة مثل مجلة “تايد” المختصة في مجال الدعاية والإعلان والتي باعها لوس عام 1930. وبعدها قام بإطلاق مجلة “فورتشن” المتخصصة في مجال الاقتصاد والأعمال، وحققت المجلة نجاحاً فائقاً بل وأسهمت بأسلوبها الجديد في إطلاق ثورة تغيير حقيقية في مجال الصحافة والإعلام بالولايات المتحدة.
وبحلول عام 1936 أطلق لوس مجلة “لايف” أكثر مطبوعاته شعبية الى اليوم. وبحسب لوس كان الهدف من إطلاق المجلة هو: “رؤية الحياة، رؤية العالم، متابعة أعظم الأحداث وتأمل وجوه الفقراء وكذلك انطباعات الأكثر تفاخراً”.
وأطلق لوس عام 1952 مجلة ناجحة أخرى هي “هادس أند هوم” وتلتها “سبورت اليوستريتد” الرياضية عام ،1954 وحققت المجلتان بدورهما النجاح المتوقع لهما. وشارك بعد ذلك لوس في إنتاج برنامج إذاعي حمل اسم “ذي مارش أوف تايم”.
ووصل لوس مع منتصف الستينات الى قمة مجده ليصبح صاحب أكبر وأغنى دار نشر في العالم. وواصل لوس العمل كرئيس لتحرير مجلاته حتى قرر التقاعد عام 1964 ليكتفي بمنصب رئيس مجلس الإدارة. وبلغت ثروته وقتها حوالي 100 مليون دولار. وتوفي لوس يوم 8 سبتمبر/ ايلول من عام 2005 ليترك القسط الأكبر من ثروته لمؤسسته الخيرية “هنري لوس فاونديشن”.
شارك المقالة:
568 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook