تشير الجراحة الكهربائية إلى قَطع وتجلط أو تخثر الأنسجة، باستخدام تيار كهربائي عالي التردد، يجب أن يكون الأطباء الذين يستخدمون هذه التقنية، على دراية بالوقاية وإدارة المضاعفات المحتملة لإجراءات الجراحة الكهربائية، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يفهموا آلية العمل وكيفية استكشاف أخطاء المعدات وتبليغ المهندس المسؤؤل لإصلاحها، يعد التثقيف حول مبادئ الجراحة الكهربائية أمرًا في غاية الأهمية، حيث أنّ مضاعفات الجراحة الكهربائية شائعة نسبيًا.
لنبدأ مع الأساسيات، تستخدم وحدة الجراحة الكهربائية (electrosurgical units) تيارًا كهربائيًا عالي التردد، لقطع الأنسجة والتحكم في النزيف عن طريق التسبب في التخثر، تسبب مقاومة الأنسجة للتيار عالي الكثافة، تأثير التسخين الذي يؤدي إلى تدمير الأنسجة، يتم توصيل التيار الكهربائي واستقباله عبر الكابلات والأقطاب الكهربائية، يمكن تنشيط الأقطاب الكهربائية، إمّا عن طريق مفتاح القبضة أو مفتاح القدم، قد تستخدم وحدات الجراحة الكهربائية، وضع أحادي القطب أو ثنائي القطب.
يتم إنشاء التيار الكهربائي عن طريق حركة الإلكترونات، والجهد هو القوة التي تسبب هذه الحركة، هناك نوعان من التيار الكهربائي: التيار المباشر والثابت (DC)، حيث تتدفق الإلكترونات دائمًا في نفس الاتجاه (على سبيل المثال، البطارية البسيطة)، والتيار المتردد أو المتناوب (AC)، حيث يتغير التيار بشكل دوري (على سبيل المثال، مقبس الحائط الكهربائي)، فالدورة: هي الوقت اللازم للمرور عبر تناوب إيجابي كامل وآخر سلبي كامل للتيار أو الجهد، التردد يشير إلى عدد الدورات في ثانية واحدة ويقاس بالهرتز.
تقوم وحدة الجراحة الكهربائية (ESU) المستخدمة في غرف العمليات، بتحويل الترددات الكهربائية القياسية من مقبس الحائط، والذي يتراوح من 50 إلى 60 هيرتز(HZ)، إلى ترددات أعلى بكثير، من 500,000 إلى 3,000,000 هيرتز(HZ)، هذا مهم لدورة في تقليل تحفيز الأعصاب والعضلات، والذي يحدث في التيارات الكهربائية التي تقل عن 10,000 هيرتز(HZ)، من الآثار المحتملة لتطبيق التيار الكهربائي على الأنسجة هي التكثيف والجفاف والتخثر أو التبخير.
عند مقارنة إحداث شق جراحي في الجلد باستخدام مشرط، مقابل الجراحة الكهربائية، لم يتم تحديد فروق ذات دلالة إحصائية فيما يتعلق بمعدلات العدوى أو مظهر الندبة، ومع ذلك فإنّ ألم الجرح بعد الجراحة يكون أقل مقارنةً مع الجراحة الكهربائية، يشيع استخدام الجراحة الكهربائية في أمراض الجلد، أمراض النساء، القلب، التجميل، العين، العمود الفقري، الأنف والأذن والحنجرة، الوجه والفكين،عمليات جراحة العظام والمسالك البولية والجراحة العصبية والعامة وكذلك بعض إجراءات طب الأسنان.
تتكون وحدة الجراحة الكهربائية، من مولد جراحي كهربائي يحول الطاقة الكهربائية إلى تيار عالي التردد، يتم تشغيله باستخدام عنصر تحكم محدد، المولد متصل بقطب كهربائي نشط، هذا القطب النشط هو الذي يتلامس مع الأنسجة والتي سيخلق تأثيرًا حراريًا عليها، وحدات الجراحة الكهربائية لها وظائف وأقطاب كهربائية متعددة تختلف باختلاف التطبيقات الجراحية.
هناك أنواع مختلفة من الوحدات الجراحية التي تَستخدم مصادر مختلفة للطاقة منها، ترددات الراديو أو الترددات العالية، الموجات فوق الصوتية والرنين الجزيئي،سنتحدث عن كل نوع.
تُستخدم وحدات الجراحة الكهربائية بشكل أساسي لقَطع أو تخثر الأنسجة، يمكن إجراء القطع والتخثر باستخدام تقنيتين، أحادي القطب وثنائي القطب.
تستخدم هذه التقنية قطبًا واحدًا نشطًا، يعمل أيضًا كقطب كهربائي محايد، ينقل تيار التردد العالي (HF) من المولد، عندما يتلامس هذا القطب مع الأنسجة المراد قطعها، تنتقل كثافة التيار العالية، بهذا التركيز العالي للطاقة، على مساحة صغيرة من النسيج، وهذا هو الذي يحقق التأثير المطلوب، ثمّ يتدفق التيارعبر جسم المريض إلى القطب المحايد، بهذه الطريقة يتم إغلاق الدائرة الكهربائية ونضمن عدم حرق جسم المريض.
الإيجابيات لهذه التقنية، أنّها مناسبة لتجفيف كتل الأنسجة الكبيرة، ومن سلبيات هذه التقنية، زيادة خطر التعرض للصعق الكهربائي، لتقليل هذه المخاطر، من المهم أن يتم تطبيق القطب المحايد بشكل صحيح على المريض، هذه التقنية غير متوافقة مع المرضى الذين لديهم غرسات معدنية أو أجهزة تنظيم ضربات القلب.
باستخدام تقنية أحادية القطب، من الممكن إجراء قَطع أحادي القطب نقي أو قَطع فيه النزيف أقل من النزيف في القَطع النقي (Hemostasis cut)، بالإضافة إلى تخثر خفيف (Gentle coagulation) أو تخثر سريع (Forced coagulation) أو تخثر دون الملامسة (Coagulation with fulguration).
يصل التيار عالي التردد (HF) من خلال قطب كهربائي نشط، ويخرج من خلال القطب المحايد، دون أن يتدفق عبر جسم المريض، الملقط ثنائي القطب هو الأداة الأكثر شيوعًا المستخدمة في هذه التقنية، إنّها تسمح بوضع القطب النشط والقطب المحايد مقابل بعضهما البعض، يتدفق التيار مباشرة من أحد أطراف الملقط إلى الطرف الآخر، القطب المحايد ليس له وظيفة هنا.
إيجابيات هذه التقنية، أنها أكثر أمانًا من التقنية أحادية القطب حيث لا يوجد خطر حرق أو صعق كهربائي للمريض، يجب استخدام هذه التقنية لمرضى أجهزة تنظيم ضربات القلب، وسلبيات هذه التقنية، أنّها غير مناسب لتجفيف كتل الأنسجة الكبير.
باستخدام تقنية القطبين، يمكن إجراء قَطع ثنائي القطب وتجلط ثنائي القطب.
القطع ثنائي القطب، تم تطوير هذه التقنية الحديثة إلى حد ما مع الاستخدام المتكرر للجراحة بالمنظار، أدّى تطوير هذه التقنية إلى تطوير أدوات القطع ثنائية القطب، وتعتبر هذه التقنية أكثر أمانًا من التقنية أحادية القطب، يشبه مبدأ تشغيل وحدة الجراحة الكهربائية مبدأ القطع أحادي القطب، عدا أنّ التيار يتدفق فقط بين قطبين كهربائيين قريبين جدًا من بعضهما البعض، يكاد يكون خطر الحروق في المريض غير موجود، ولا يوجد عمليًا أي تسرب للتيار، والتأثير على أجهزة تنظيم ضربات القلب ضئيل للغاية.
التخثر ثنائي القطب، تستخدم هذه التقنية على نطاق واسع، غالبًا في العمليات الجراحية المعقدة، عادةً ما يتم استخدام ملقط ثنائي القطب ويجب أن تظل الرؤوس نظيفة أثناء العملية لمنعها من الالتصاق بالأنسجة المثبتة والتسبب في مزيد من النزيف عند إزالتها، كما هو الحال في التخثر اللطيف، يتم استخدام جهد منخفض أقل من 200 (<200 Vp).
هناك العديد من المخاطر الكامنة في استخدام وحدة الجراحة الكهربائية، يمكن أن تؤثر على المرضى أو المستخدمين أو الأطراف الثالثة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المولدات عالية التردد وملحقاتها تخضع لمعايير المعدات التقنية ذات المخاطر المحددة، من هذه المخاطر: