لو نظرنا إلى العمارة التقليدية في العالم الإسلامي لوجدنا أن عنصر الفناء الداخلي قد ساعد كثيراً في الحفاظ على الكثير من الثوابت الإسلامية والبيئية والتي تتضح أكثر بذكر مميزات وخصائص هذا العنصر مثل:
على الرغم من وجود هذه الثوابت المتعددة إلا أن الإسلام ترك لنا الكثير من المتغيرات لنتولى تصميمها والتحكم فيها وتدبيرها في كل عصر بحسبه، ومن هذه المتغيرات مواد البناء وطرق التنفيذ وتقنية الإنشاء ودرجة المواصفات ونوعية الخدمات وغير ذلك، وينطبق على هذه المتغيرات قوله صلى الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمر دنياكم)، فالإسلام لا يلزمنا باستخدام مواد معينة للبناء، كالطين أو الحجر أو الخشب.
وكذلك لم يلزمنا بطريقة محددة للتنفيذ، كالبدء بعناصر معينة والانتهاء بأخرى فهي متروكة للمصمم، ولكن بشرط ألا تخالف أحكام الشريعة وعلى سبيل المثال كأن يستخدم المصمم مادة الزجاج بشكل يؤدي إلى كشف عورات الساكن، ولا يتسبب في إهدار الطاقة الكهربائية في عملية التكييف وهذا يخضع بالطبع لعملية التوازن بين السلبيات والإيجابيات، وهكذا فهي حرية واسعة داخل إطار شمولي عام، هذه الحرية تهدف في النهاية إلى عمارة الأرض كما يحب ربنا ويرضى.
لذلك كان لزاماً على المعماري المسلم أن يحافظ في تصميمه على الثوابت وأن يختار من المتغيرات ما يلائم وينسب هذه الثوابت، وبذلك تستقيم الأمور ويكون نتاجها هو ما يسمى بالعمارة الإسلامية.