في مصر القديمة كانت الحياة في جزيرة الفنتين أكثر ازدهارًا مما هي عليه اليوم، كانت موقعًا تجاريًا هامًا، وكذلك محوريًا للعديد من البعثات التجارية والحكومية والعسكرية، ومركزًا لنشاط معماري مصري، هائل تمثل في بناء العديد من المعابد والمقابر، التي مازالت آثارها باقية حتى اليوم، ونشاهدها سويًا اليوم في رحلتنا إلى هناك.
تتميز جزيرة الفنتين بطبيعة ساحرة، ليس فقط لكونها في أجمل منطقة في نهر النيل، وإنما أيضًا لكونها مقامة فوق صخرة جرانيتية ضخمة للغاية تقف صامدة وسط مياه النيل منذ عرف طريقه إلى هنا، وفوقها شُيدت المباني من الجرانيت الأسود والأحمر.
وتحتضن الجزيرة معبد خنوم الشهير. وخنوم هو واحد من أهم الآلهة في الديانة المصرية القديمة، تزوج من إلهة الفيضان ساتت، وأنجبا عنقت ربة الجزيرة، هكذا تقول الميتافيزيقا المصرية. شهد المعبد تطويرًا كثيرًا على مدار التاريخ المصري، فأعيد بنائه مرة أخرى في عهد الدولة الحديثة، قبل أن يعرف التطوير مرة أخرى في عهد الأسرة الثلاثين، وتحديدًا مع حكم الملك نختنابو الثاني. وبحلول فترة حكم الاسكندر الرابع للمنطقة تم إضافة الزخارف والنقوش لبوابة المعبد لأثرية، وتوالت التطويرات في عهد كل من البطالمة والرومان.
تضم جزيرة الفنتين جبانة خاصة لكل من خنوم وساتت، التي كانت الجزيرًا مقرًا لها، وبالقرب منهما يوجد مقياس النيل، الذي يمثل دليلًا إضافيًا على تقدم المصري القديم، الذي عرف في هذا الزمان وسيلة لقياس منسوب النيل ومعرفة موعد الفيضان.
تضم إلفنتين أيضًا مقصورة الكا؛ وهي مكان خاص تم تجهيزه للموظف المسؤل عن الرحلات الملكية من الشمال إلى الجنوب، ويدعى حقا إيب، وتم تقديسه عقب وفاته، حتى صار محورًا للربط بين كل من البشر والآلهة.
كذلك يتواجد في الجزيرة متحف جزيرة الفنتين الشهير، والمعروف حاليا باسم متحف أسوان والذي يعود تاريخه إلى عام 1898م، وكان الهدف من تأسيسه أن يكون مقرًا رسميًا لكبير مهندسي خزان أسوان وليم ولكوكس، ثم تم تطويره في عام 1917م، لجمع آثار بلاد النوبة داخله.
قبل القيام بالتخطيط لزيارة جزيرة الفنتين ، يجب عليك وضع خطتك بعيدًا عن فصل الصيف حيث تبلغ درجات الحرارة أقصاها وتتخطي 38 درجة مئوية. وإذا اضطررت يمكنك الحصول على زيارة قصيرة لمدة ثلاثة أو خمسة أيام.
أفضل وقت لزيارة الجزيرة، هو فصل الشتاء بين شهري أكتوبر ويناير، حيث تنخفض درجات الحرارة فتظل دافئة وممتعة في نفس الوقت.