وقد وجدت هذه القلاع بطريق الحج المصري والشامي واهتم العثمانيون بتشييدها حمايةً للأراضي المقدسة ولحجاج بيت الله الحرام، وقد تميزت باشتمالها على عناصر محددة تخدم الناحية الحربية، والأخرى دينية، فقد اشتملت على الأبراج والأسوار والممرات والسواتر والمزاغل والفتحات الخاصة بإطلاق النيران والمراقبة، وكذلك الصحون المكشوفة والحجرات الخاصة بالإقامة وحفظ المؤن مع مخازن الذخيرة وكذلك الحمامات والأفران وآبار المياه والبرك مع إقامة عنصر المسجد لأداء الصلوات.
وقد شيد هذا النوع من القلاع في الجبال وعلى السواحل ومنها قلاع منطقة عسير والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية، وهذه القلاع عكست ظروف البيئة المحلية في التشييد والبناء، فقلاع عسير شيدت من الحجر غير المهذب مع استعمال الطين كمادة لاصقة، وقد أخذت هيئة الاستراحات العثمانية وخلت إحداها من الأبراج ودعمت الأخرى (شعار) بأبراج متداخلة في السور وزودت بذات العناصر دون المسجد.
مع تمييز قلاع المنطقة الوسطى باستعمال الطين والحجر في البناء والواحدات الحربية من أبراج وأسوار مدعمة بالفتحات مع استحداث عنصر الطرمة في الأبراج ذات الهيئة المخروطية والتي جاءت مدعمة لجوانب القصر الأربعةو مع وجودها أعلى المداخل وفي الأسوار.
وقد عرفت القلاع بالقصور أو الثكنة العسكرية والتي غالباً ما كان يقطنها صاحب المكان مع جنوده للزود والدفاع مثل قلعة المصمك أو قصر المصمك؛ ولذلك أطلقت عليها اسم القصور القلاعية، كذلك شاعات الأساليب في المنطقة الشرقية في قلاع القطيف مع تميز هذه القلاع بالطابع المحلى أيضاً، رغم التأثر في البناء والهيئة بالأساليب الفارسية، حيث وجدت الثكنة العسكرية ذات الأبراج التي حصنت للدفاع، وهي التي وجدت قبل ذلك في إيران.
عُرفت هذه القلعة باسم (ايج قلعة) والتي خصصت للحامية العثمانية التي تدير شؤون الأقليم، وقد وصلنا منها قلاع متعددة كقلاع جدة والمدينة وكلمة؛ وذلك باعتبار جدة معقل الحامية العثمانية وقاعدة الحكم في بلاد الحجاز، كما أنها كانت قد ضمت ذات العناصر المعمارية والحربية والخدمية.
العربية
