المحتوى

معنى أنزل القرآن على سبعة أحرف

الكاتب: يزن النابلسي -

معنى أنزل القرآن على سبعة أحرف

 

السؤال
 
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أنزل القرآن على سبعة أحرف)؟ .- فما المراد منها مع إعطاء الأمثلة ليعرف المقصود في الحديث؟ وهل هي القراءات السبعة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
 
 
الجواب
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: هذه مسألة كبيرة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تكلم فيها أصناف العلماء من الفقهاء والقراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشرح الغريب وغيرهم وصنفوا فيها التصانيف المفردة وقد دلّ على الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها هذا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وله قصة وفيه قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه". وأخرجه البخاري من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. وخلاصة المفيد في هذه المسألة: أولاً: اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة اختلافاً واسعاً أشهر هذه الأقوال هو أن الأحرف بمعنى اللغات أو القراءات أي على سبعة أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها ثم إنه ليس المراد أن كل كلمة أو جملة أو آية تقرأ على سبعة أوجه بل المراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القراءة هو سبعة أوجه قال ابن عبد البر وهذا مجمع عليه بل هو غير ممكن أي أن تقرأ كل كلمة على سبعة أحرف. وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح كلاماً واسعاً للعلماء في المراد بالأحرف فليراجع 9/23. ثانياً: لا نزاع بين العلماء المعتبرين كما قال ابن تيمية رحمه الله أن الأحرف السبعة التي ذكرت في هذين الحديثين ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة، فإن أول من جمع قراءات هؤلاء هو الإمام أبو بكر بن مجاهد وكان على رأس المئة الثالثة ببغداد، فلما أراد ذلك جمع قراءات سبعة مشاهير من أئمة قراء الحرمين والعراقين والشام ليكون موافقاً لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن. ثالثاً: لا نزاع كذلك بين المسلمين كما قال شيخ الإسلام إن الحروف السبعة التي أنزل عليها القرآن لا تتضمن تناقضاً في المعنى ولا تضاداً بل معناها متفق أو متقارب كما قال ابن مسعود رضي الله عنه إنما هو كقول أحدكم أقبل وهلم وتعال. وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر لكن كلا المعنيين حق وهذا من اختلاف التنوع والتغاير لا اختلاف التضاد والتناقض. كما في قوله تعالى: (وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ وليزول منه الجبال)، وقوله: (بل عجبتَ، عجبتُ) وقوله: (يخدعون، يخادعون)، وقوله: (لمستم، لامستم) وغير ذلك فهذا وأمثاله مما اتفق لفظه واختلف معناه أو اختلف لفظه ومعناه أو اتفق لفظه ومعناه لكن تنوع من حيث صفة النطق به كالهمزات والمدات ونقل الحركات والإظهار والإدغام ونحو ذلك كله حق يجب الإيمان به واتباع ما تضمنه من المعنى علماً وعملاً ولا يجوز ترك شيء منه أو تكذيبه. رابعاً: اختلف العلماء في القراءات السبعة هل هي حرف من الحروف السبعة أم لا وهل المصحف العثماني الذي أجمع عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم والأمة من بعدهم هل هو بما فيه من القراءات السبعة وتمام العشرة وغير ذلك هل هو حرف من الأحرف السبعة أو هو مجموع الأحرف السبعة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية اختلفوا على قولين مشهورين: الأول قول أئمة السلف والعلماء أن القراءات السبعة حرف من الحروف السبعة وأن مصحف عثمان أحد الحروف السبعة وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل قبل موته مرتين كما في الصحيح وهي قراءة زيد بن ثابت وغيره التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بكتابتها في المصاحف، ثم أمر عثمان بعد جمعها بإرسالها إلى الأمصار وجمع الناس عليها باتفاق الصحابة، وذلك أن الصحابة خافوا على الأمة أن يختلفوا في القرآن فرأوا أن جمعهم على حرف واحد أسلم وأبعد من وقوع الاختلاف. والأحاديث والآثار المستفيضة تدل على هذا القول. والقول الثاني ذهب إليه طوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام وهو أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة. والقول الأول هو الأظهر وهو اختيار ابن تيمية وابن القيم والردود بين القولين ليس هذا محل بسطها، وما ذكر لعل فيه الكفاية ومن أراد التوسع في ذلك فليراجع شرح الحديث في فتح الباري وكذا كلام شيخ الإسلام في الفتاوى 13/389 وكذا الكتب التي اعتنت بالقراءات. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook