اسم حمزة هو اسم علم مذكر عربيّ، ومعناه حموضة وحرافة في الطعم، والشيء الحامض الذي يلذع اللسان، ويقال أيضاً: فلان أحمزُ أمراً من فلان، وتقال فلان أحمزُ إذا كان متقبِّضَ الأمر، ومن هذه المعاني اشتقّ اسم حمزة، كما يدلّ أيضاً على الشدّة والحزم، ويقال حمزة بمعنى بقلة، ومن أشهر من حمل هذا الاسم حمزة بن عبد المطلب عمّ النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم.
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو أخوه في الرضاعة أيضاً حيث أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، والتي أرضعته ثمّ أرضعت الرسول صلّى الله عليه وسلم، ثمّ أرضعت أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي.
شارك حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد في العام الثالث للهجرة، وقتل فيها من المشركين 31 نفساً، إلى أن استطاع وحشي بن حرب الحبشي غلامُ جبير بن مطعم الوصول إله وقتله، وقامت هند بنت عتبة بفتح بطنَه لتخرج كبده انتقاماً لقتله أبيها عتبة وأخيها شيبة في غزوة بدر، ثمّ لاكت كبده ولفظته، ودفن حمزة وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد، وحزن عليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم حزناً شديداً، وكان أوّلَ شهيد صلّى عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
مراثي الصحابة في حمزة رضي الله عنهم أجمعين: كان مقتل حمزة رضي الله عنه شديد الوقع على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى المسلمين، ولهذا هاجت قريحة الشعراء من الصحابة رضي الله عنهم بأبيات منها ما يلي:
الله حي قديم قادر صمدُ
هو الذي عرَّف الكفارَ منزلهم
فإن نطقتم بفخر لا أبا لكمُ
فإن طلحة غادرناه منجدلاً
والمرء عثمان أردته أسنتنا
في تسعة ولواء بين أظهرهم
وأحمد الخير قد أردى على عجل
ومن قتلتم على ما كان من عجب
لهم جنانٌ من الفردوس طيبةٌ
صلى الإله عليهم كلما ذكروا
قوم وفوا بعهد الله واحتسبوا
ومصعب كان ليثاً دونه حرداً
ذكرت القروم الصيد من آل هاشم
أتعجب إن أقصدت حمزة منهم
ألم يقتلوا عمراً وعتبة وابنه
غداة دعا العاصي علياً فراعه
رثاء كعب بن مالك لحمزة رضي الله عنهما:
بكت عيني وحق لها بكاها
على أسد الإله غداة قالوا
أصيب المسلمون به جميعاً
أبا يعلى لك الأركان هدت
عليك سلام ربك في جنان
ألا يا هاشم الأخيار صبراً
رسول الله مصطبر كريم
ألا من مبلغ عني لؤيا
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا
نسيتم ضربنا بقليب بدر
غداة ثوى أبوجهل صريعاً
وعتبة وابنه خرا جميعاً
ألا يا هند لا تبدي شماتا
ألا يا هند فابكي لا تملي