مفاهيم خاطئة تضعف تأثير القدوة

الكاتب: المدير -
مفاهيم خاطئة تضعف تأثير القدوة
"مفاهيم خاطئة تضعف تأثير القدوة




هنا بعض المفاهيم التي يتوهمها البعض أنها حق وهي ليست بذلك، وهي تساهم في كبح سير عجلة العمل والتأثير، وهذا ثمرة ذكرها.

1. اعتبار رؤية البشر لهُ هي محض الرياء، وهذا إذا كان منشأ العمل هم البشر فصحيح، وأما حديثنا فهو أن يكون منشأ العمل هو رضا رب البشر، والبشر تبع لخالقهم.




2. طلب الكمال يتعارض مع نقص البشرية. وهذا في حال أن يشترط على نفسه المثالية في كل أمر فلا شك أن هذا محال وتكلّف، وأما طلب الكمال والزيادة فلا شك أنه طريق الصديقين ومرام المصلحين والنصوص والآثار وهدي السلف في عباداتهم وعلمهم دالة على ذلك.




3. الأسرة مرآة الداعية فإن كانوا صالحين فهذه ميزة نجاحه، وإن لا فهو دليل فشله. وهذا أمر مطلوب فعلاً دعت له النصوص والآثار وهدي الرسل، قال سبحانه: ? وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ? [الشعراء: 214]، وقال سبحانه: ? وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى? ? [طه: 132]. وقال جل وعلا: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? [التحريم: 6]، ولكن اعتقاد هذا المفهوم مخالف لسنن الله، فهذا نوح عليه السلام يصاب في ابنه وزوجه، ولم يثنه ذلك ولم يلمز بالفشل، وهذا إبراهيم عليه السلام في أبيه، وهذا لوط عليه السلام في زوجه أيضاً، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم في بعض عمومته كأبي طالب وأبي لهب، فلا ينبغ الاستسلام لمثل ذلك إذا ما قام الداعية بحق الدعوة للأقربين.




4. الذنوب مانعة من التأسي، وهذا مردود من نصوص الوحيين، فكل بني آدم خطاء، ولا يمنع الذنب من التأسي، ولكن المانع في عدم التوبة والاستغفار.

ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب ??? فمن يعظ العاصين بعد محمدِ؟




5. تصحيح الموقف وتوضيح اللبس ضعف. وهذا ضمور في التفكير وضعف في البصيرة، فأين قائل ذلك من رسول الله حين قال للصحابييْن وهو يَقْلِب زوجه صفية لبيتها: على رسلكما إنها صفية، أليس في ذلك توضيح للبس وإبانة للموقف. وكذلك الاعتذار هو من سمات القدوات ومن شعار الأقوياء الذين يزيدهم اعتذارهم رفعة ويصقلهم توضيحهم لمعاناً، وهو أمر نسبي تقتضيه المصلحة وليس على كل حال.




وأخيراً لنتأمل ما قَالَ الأوزاعي وهو يحكي واقع القدوة: كنا نضحك ونمرح، فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم[1]. فهنيئاً لك أيها المربي مضيك في هذا الركب العظيم، ركب الأنبياء والمصلحين، وقد صدق الحق فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ، فاقتد بهم يُقتدى بك.




[1] تاريخ دمشق؛ لابن عساكر.


"
شارك المقالة:
23 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook