من ميّزات الدّين الإسلامي وخصائصه أنّه دين متجدّد تواكب نصوصه الشّرعيّة باستمرار ما يستجدّ في الحياة من أمورٍ وأحداث، فالدّين الإسلامي ليس ديناً ساكناً لا يتفاعل مع متغيّرات الحياة ومستجدّاتها، بل هو دينٌ كلّه حركة وحياة وتجدّد وهذه من سمات الكمال في هذا الدّين العظيم .
إنّ مفهوم التّجديد في الشّريعة الإسلاميّة لا يعني إحداث البدع في الدّين، فهذا يدخل في نهي النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فنحن نؤمن بأنّ الله سبحانه وتعالى قد بعث رسوله بالدّين الكامل الشّامل الذي عالج بأحكامه وتشريعاته جميع جوانب الحياة الإنسانيّة، وبالتّالي لا يحتاج هذا الدّين إلى أصولٍ أو مسائل مبتدعة وإنّما يحتاج إلى التّجديد بمعناه ومفهومه الحقيقي الذي أراده النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الذي رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه، فقد قال عليه السلام: (يبعث الله على رأس كلّ مئة سنة من يجدّد لهذه الأمّة دينها ينَها) [تخريج مشكاة المصابيح/ابن حجر العسقلاني: 1/163 - حسن]، ووفق هذا المعنى فإنّ التّجديد الحقيقي يتضمن ما يأتي :
موسوعة موضوع