إنّ الذاكرة هي القدرة على فهم المعلومات ثمّ استقبالها في الدماغ، حيث يتم هذا الأمر بناءً على عملية التعلّم التي تليها عملية ترميز المعلومات، فالاحتفاظ بها، ثمّ استرجاعها عند الحاجة، والقدرة على تنشيط الذاكرة أيضاً في حال تم تحفيزها،كما ترتبط الذاكرة بحياة الإنسان بشكلٍ وثيق، حيث ترتبط بالحاضر والمستقبل، فيتم استخدام ومعالجة الأحداث والمعلومات من الماضي لاستخدامها في الوقت الحاضر كاتخاذ القرارات وحل المشاكل الحالية، فمن غير الذاكرة لن يتذكر الإنسان الطعام الذي تناوله البارحة ولن يتذكر المدير شكل موظفيه واختصاصاتهم، كما يتم الاعتماد على الذاكرة في عملية التعلم وفي التخطيط للمستقبل أيضاً.
أشار علماء النفس إلى ثلاث مراحل تُشكل الذاكرة، أي ثلاثة جوانب لمعالجة المعلومات في سبيل تشكيل الذاكرة، وهي مرحلة ترميز المعلومات، تليها مرحلة تخزين المعلومات، ثمّ مرحلة استرجاعها، وتتضمن مرحلة ترميز المعلومات تغيير شكل المعلومات التي تستقبلها الحواس مثل حاسة السمع أو البصر إلى شكلٍ آخر بحيث يستطيع نظام الذاكرة التعامل معه، فعند رؤية صفحة في كتاب قد يتم ترميز هذه الصفحة على شكل صورة، كذلك قد يتم ترميز المعلومات على شكل صوت أو على شكل دلالة ما (معنى)، ثمّ تُخزن المعلومات بعد ترميزها، ومن الجدير بالذكر أنّ الطريقة التي يتم بها خزن المعلومات تؤثر بشكل كبير في عملية استرجاعها لاحقاً، ففترة الاحتفاظ بالمعلومات هي الفترة الواقعة بين وقت التعلم ووقت الاختبار، أي الفترة بين الوقت الذي تم تعلّم به خبرة جديدة واسترجاعها من الذاكرة، ومن الممكن تحفيز الذاكرة خلال هذه الفترة مما يُساعد على حفظ المعلومات بشكل أكبر، أما عملية الاسترجاع فهي تُشكّل آخر مراحل الذاكرة، حيث يتم استيراد المعلومات التي تم ترميزها وتخزينها سابقاً لاستخدامها وقت الحاجة، وهذا مرتبط بتذكر هذه المعلومات حيث إنّ عدم القدرة على تذكُّر معلومة ما قد تعود إلى عدم القدرة على استرجاعها.
يعرّف النسيان على أنّه انعدام القدرة على استرجاع ذكريات من الماضي أو عدم تذكُّر معلومات جديدة، وأحداث تحصل في الوقت الحاضر أو كليهما، وهذا النسيان قد يكون مؤقتاً، وقد يبقى بل من الممكن أن يزداد سوءاً مع الزمن، والذي من الممكن أن يحدث لأنّ المعلومات ببساطة لم تعُد موجود في الذاكرة، أو أنّها لا زالت موجودة ومخزّنة، لكن لسبب ما لم يعد بالاستطاعة استرجاعها، وهو يحدث مع الإنسان بشكل متكرر في حياته قد يكون طبيعياً مع التقدم في العمر، وقد يُعدّ مؤشراً على مشاكل صحية تستدعي تدخلاً طبياً، كما أنّ مشاكل الذاكرة الصحيّة قد ترتبط بالخرف، ففي أحيان كثيرة يكون النسيان الذي يؤدي لتعطيل وظائف الإنسان اليومية وقدراته المهنية والاجتماعية أحد المؤشرات الأولى للتعرف عليه وتشخيصه، على خلاف النسيان الطبيعي والمتعلق بالتقدم بالعمر الذي لا يعطل الوظائف اليومية للإنسان.
من الأمثلة على المؤشرات الدالّة على ضرورة استدعاء تدخل طبي لتأثيرها على وظائف الإنسان اليومية والحياتية:
من الخطوات والأنشطة التي قد تظهر فاعليّتها في تحسين ذاكرة الإنسان وعملها: