ترتبط مقاصد سورة الأنعام بالأحداث العديدة التي حصلت بين الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- والمُشركين، وفيما يأتي بيان مقاصد سورة الأنعام بالتّرتيب:
بدأت السّورة بالحمد والثّناء على الله تعالى، وإقامة البراهين على قدرة الله تعالى ووحدانيّته، كما أنّها تحدّثت عن العقاب الذي سيلحق المستهزئين بالأقوام السّابقة، وذلك واضح في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ}،إلى قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.
شهادة الله تعالى على صدق النّبوّة، مع بيان موقف هؤلاء الذين كذّبوا دعوة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك واضح في قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ}]إلى قوله تعالى: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
بيّن الله -سبحانه وتعالى- سبب إعراض المُشركين عن كلامه، لأنّه نور للمؤمن، وشفاء لروحه، ثمّ تحدّثت الآيات عن العقاب الذي لحق بالأمم السّابقة، ليكون عبرةً للنّاس، وإنذارًا للمُشركين، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}،لى قوله تعالى: {قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّه أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ}.
تحدّثت الآيات عن صفات الله -سبحانه وتعالى، عن علمه وقدرته وعظمته، ثم ذكرت النّعم التي أنعم الله بها على عباده، بإنقاذهم من الشدّة، وقدرته على إزاحة الكروب، وذلك واضح في قوله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}إلى قوله تعالى: {وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}