قال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان في كبد"، آية جليلة اختصرت حقيقة الحياة التي جبلت على الأكدار والأقذار، وفي هذه إشارة ولفتة من المولى جل في علاه إلى هذا المخلوق الضعيف من أجل أن يدرك ويتبصّر، حتى إذا ما استقر في خلده ذلك صبرعلى نكباتها وتقلباتها، التي ما كادت تدني الفرد حتى تقصيه.أما في الاصطلاح فهو يعني حبس النفس عن كل ما لا يحبه الله ولا يرضاه، من جزع أو شكوى أو سخط أو ما سواها، وهو في حقيقته حمل النفس على ما تكره.
وبذلك نجد بأن الصبر دأب الأنبياء والمرسلين من قبل ومن بعد، فالصبر عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه فيرضى بما قسم الله له راجياً منه المغفرة والرفعة والخير الجزيل، وما للصبر من أجر عظيم في الدنيا والقبر الآخرة، ففي الدنيا يعطيه الله خيراً مما أُخذ منه، أما في قبره فإن الصبر يأتي شفيعاً لصاحبه ويمنع عنه العذاب، حتى إذا ما جاء ويوم القيامة وفّاه الله جزاء صبره فأسكنه فسيح جنته.