مقالة عن الأخلاق

الكاتب: علا حسن -
مقالة عن الأخلاق.

مقالة عن الأخلاق.

 

الأخلاق في الإسلام

تعرّف الأخلاق في الإسلام بأنّها مجموعةٌ من القيم والمبادئ، التي تنظّم السلوك الإنساني، وذلك بناءً على ما حدّده الشرع الإسلامي، وذلك لضمان ما يحقّق حياة العباد، على الوجه الذي يحقّق الغاية من وجود الإنسان وخلقه، والأخلاق التي نصّ عليها الإسلام وحثّ عليها، تتميز بأنّها ذات طابعٍ إلهيٍ؛ أيّ أنّها مرادةٌ من الله تعالى، كما أنّها ذات طابعٍ إنسانيٍ؛ أيّ أنّ الإنسان له دورٌ كبيرٌ فيها، وذلك بالمجهود الذي يقوم به في تطبيق الأخلاق عملياً، ومن الجدير بالذّكر بأنّ النظام الأخلاقي الذي نصّ عليه الإسلام، يسعى إلى الوصول بالخيرية للمجتمع الإسلامي، وذلك بتكامل الجانب العملي مع الجانب النظري، فالنظام الأخلاقي جوهر جميع الرسالات السماوية، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ) فإتمام الأخلاق من الغايات التي أُرسل لأجلها النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك كانت الأخلاق من أهداف جميع الرسالات السماوية، ومما يدل على أهمية الأخلاق ومكانتها العالية، ربطها بالعقيدة الإسلامية، وربطها بالإيمان، حيث قال الله تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)،فالآية الكريمة دلّت على أنّ الإيمان برّ، ودلّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ البرّ يتمثّل بالأخلاق الحسنة، كما أنّ الأخلاق تشمل جميع أنواع البرّ والخير والمعروف، كما أنّ الأخلاق مرتبطةً بجانب العبادة في الإسلام، وكذلك في جانب المعاملات، مما يدلّ على أهمية الأخلاق، ومكانتها في جميع الأمور التي نصّت عليها الشريعة الإسلامية، والأخلاق تكون على نوعين: فإما أن تكون أخلاقٌ حسنةٌ، أو أخلاقٌ سيئةٌ، فالخلق الحسن: هو ما ينتج عنه أقوالٌ وأفعالٌ طيبةٌ، والخلق السيء يكون بعكس الخلق الحسن.

 

أهمية الأخلاق وفضائلها

قال الله -تعالى- موجّهاً الخطاب لنبيه محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم: (أُولـئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه)، فالأمر للرسول بالاقتداء بجميع الأخلاق التي نصّت عليها الشرائع السابقة، مما يدل على أهمية الأخلاق ومكانتها الرفيعة، كما أنّ الله -تعالى- وصف نبيه محمداً بالخُلق العظيم، بينما كان الوصف للأنبياء الآخرين ببعض الأخلاق والصفات الحسنة، مثل: رشيدٌ وتقيٌ وحليمٌ وغير ذلك من الأوصاف الحسنة، ومما يدل على أهمية الأخلاق وفضلها، أنّها تمثّل الدين، وأنّها من الأعمال التي تثقل ميزان أعمال العبد، كما أنّ المتمثل بالأخلاق الحسنة من أحبّ الناس إلى الله تعالى، وأقربهم مجلساً من الأنبياء عليهم السلام، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ، وإنَّ صاحِبَ حُسنِ الخلُقِ ليَبلُغُ بهِ درَجةَ صاحِبِ الصَّومِ والصلاةِ)

من أخلاق الإسلام

حثّ الإسلام المسلم على التحلّي بالعديد من الأخلاق الحسنة والكريمة، وفيما يأتي بيان بعضها:

 

  • خلق الحياء: إنّ الحياء مما يميز المؤمن المخلص في إيمانه لله تعالى، كما أنّ الحياء خلق الإسلام، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلامِ الحياءُ) وللحياء العديد من الأنواع، إلّا أنّ أفضلها الحياء من الله عزّ وجلّ، ثمّ الحياء من الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وذلك باتباع الأوامر، واجتناب النواهي، التي جاء بها، ومحبّته، والاطلاع على السيرة الخاصة بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، والآثار الواردة عنه، واطلاع الناس على منزلته، ومكانته الرفيعة، كما أنّ الحياء يكون في اللسان؛ بتزيين الكلام الصادر منه، ويكون أيضاً في المعاملات؛ بالتعامل مع الناس بالأخلاق الحسنة، والابتعاد عن النفاق، والمجاملات الكاذبة.
  • خلق الكرم: هو مما يطلق عليه الجود، والبذل، والإنفاق، والسخاء، والإيثار، فالكرم من علامات البرّ، حيث قال الله تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، فإنّ الكرم من المقومات العظيمة التي يقوم عليها الدين الإسلامي.
شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook