نحتاج دائماً لشخص يرافقنا ويخفف عنا همومنا ويشاركنا بأحزاننا وأفراحنا، ونحتاج لشخص يحفظ سرنا ويبعث الفرح والبهجة في قلوبنا ويصون عهدنا ويكون وفياً دائماً لنا، فإن اجتمعت كل هذه الخصال في شخص يسمى صديق حقيقي، فالصديق الحقيقي هو كنز ثمين لا يعوض وهو الأخ الذي لم تلده الأم، وفي هذه المقالة سنقدم لكم أجمل ما قال الشعراء والأدباء عن الصديق الحقيقي.
صديقي، ستبقى من يؤنس وحدتي ويملأ عليّ خلوتي، ويبعد عني وحشتي، أنت أجمل ورد في بستان حديقتي فلا تذبل وابق وردةًكل عام، وبهجتي ومسرّة تبعد الدمع عن مقلتي، هلم واربط حول رسغك شريط صدقي ومحبتي، يا من ملكت القلب وملأت دنيتي، أفتقدتك كثيراً، لا تغرك ضجة الناس، وهرجي وضحكتي، ومن الناس من حولي أنا أكثر شخص بالكون يكتم أحزانه فلا تأخذ بقولي، أنا يا صديقي بحاجتك حتى وإن كان كل البشر حولي، أنا لا أبعد عنك يا أغلى الخلان، أنا صديقك في أقسى وقت، أعزك يا صديقي بكل ما فيك، ومن كثر عزك أصبحت أعز اللذين يعزونك، أفتخر بأني صديقك، يا منبع الطيب والصفاء في عيونك.
أحبكِ
أُحبك لأَنك أَنا
أُحبك لأَنك أُختي
أُحبك لأَنك روحي
أُحبك لأَنك نبضي
أُحبك لأَنكِ صديقتي
أُحبك لأنك سعادتي
أُحبك لأنك هدية ربي
أحبك لأنك شمعة تنِيرِين لي دربِي
أُحبك لأنك صندوق أسرارِي
أُحبك لأنك شفافة، عفوية، دون زيف، كما أنت
أُحبك لأنك دوماً بقربي
أُحِبُكِ لِأَنَّكِ تَفْهَمِينِي رَغْم الْمَسَافَات البعيدة،
تفهميني حتى ولو كنا خلف تلك الشاشات
تفهمينِي من طرِيقة كلامي، أسلوبِي، ضحكتي، نبرة صوتي
أحبك لأنك تسمعينِي، تنبِهينِي
أُحبك لأنك تصرخين إن أخطأت،
أحبك لأنك تثقِين بِي،
أُحبك لأنك تستحقِين الثقة
أُحبك لأنك أنت من علمتني معنى الصداقة والأخوة
أحبك لأَنك صديقة أحس بلمستك الأمان، وبعينيك الوفاء، وبكلامك الصدق، وبك الإخلاص
أُحبكِ لأنك من تجعلينِي أبتسم رغم أنف الحزن،
أحبك لأنك من زدت حلاوة طعم الحياة
أحبك لأنك رائعة، مميزة
أحبك لأنك هوائي.
قصيدة إلى الصديق هي للشاعر إيليا أبو ماضي، ولد الشاعر أبو ماضي عام 1891م في قرية المحيدثة في لبنان، وكان أحد أعضاء الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية، درس في مدارس لبنان، ثمّ ذهب إلى الإسكندرية وهو في سنّ الحادية عشرة، ثمّ ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أمّا دواوينه فكانت الجداول، وتذكار الماضي، والخمائل، أمّا قصيدته إلى الصديق فقال فيها:
ما عزّ من لم يصحب الخذما
وارحم صباك الغضّ، إنّهم
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
ما قام في آذانهم صمم
القوم حاجتهم إلى همم
تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة))
وبذذت ((جالينوس)) حكمته
وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا
فسلبت هذا البحر لؤلؤه
وكشفت أسرار الوجود لهم
ما كنت فيهم غير متّهم
هانوا على الدّنيا فلا نعما
فكأنّما في غيرها خلقوا
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
متخاذلين على جهالتهم
فالبحر يعظم وهو مجتمع
والسّور ما ينفكّ ممتنعا
والشّعب ليس بناهض أبدا
يا للأديب وما يكابده
إن باح لم تسلم كرامته
يبكي فتضحك منه لاهية
جاءت وما شعر الوجود بها
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
فلقد رأيت الكون، سنّته
لا يرحم المقدام ذا خور
يا صاحبي، وهواك يجذبني
ما ضرّنا، والودّ ملتئم
النّاس تقرأ ما تسطّره حبرا،
فاستبق نفسا، غير مرجعها
ما أنت مبدلهم خلائقهم
زارتك لم تهتك معانيها
سبقت يدي فيها هواجسهم
فإذا تقاس إلى روائعهم
كالرّاح لم أر قبل سامعها
يخد القفار بها أخو لجب
أقبسته شوقي فأضلعه
إنّ الكواكب في منازلها