مقومات الحركة الثقافية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 مقومات الحركة الثقافية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

 مقومات الحركة الثقافية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
هيأ الموقع الإستراتيجي للمنطقة الشرقية وقربها من مغاصات اللؤلؤ وثرواتها الزراعية، لتكون مركزًا حضاريًا وتجاريًا يغري الأقاليم المجاورة بإقامة الصلات الوثيقة وتبادل السلع والمنتجات والتأثير والتأثر بثقافات تلك الشعوب ومعارفها مثل بلاد الفرس والهند وبلاد الرافدين. وكانت سفن أهالي هذه المنطقة ترسو على سواحل الهند والصين منذ فجر التاريخ، حتى عرف ميناء (العقير) - آنذاك - بميناء الهند والصين. ونتيجة لذلك انتشر عدد من الأسواق في مختلف المدن الكبرى بالمنطقة، ومن أشهر تلك الأسواق: سوق (دارين) وسوق (الجرعاء) وسوق (جواثا) وهي أسواق دائمة، ويتخلل بعضها مجالس للعلم والأدب، بل ربما ألحق في بعضها مثل سوق (جواثا) أمكنة خاصة تدرس بها ألوان من المعارف إلى جانب القراءة والكتابة. وإلى جانب هذه الأسواق الدائمة، كانت هناك أسواق تقام في أشهر معلومة في السنة، ومنها سوق (هَجَرَ) وسوق (المشقَّر) وكان الأول يقام في شهر ربيع الآخر، والآخر يقام في شهر جمادى الآخرة. وكان كلٌّ من (هجر) و (المشقر) بمثابة مهرجان للفكر والأدب إلى جانب ما تموج به من أصناف البضائع والسلع.
 
ومن أشهر رجال هذه الربوع ومرتادي هذه الأسواق، المنذر بن عائذ الملقب بـ (الأشج) والجارود بن المعلّى بن حنش العبدي، وكان شاعرًا وخطيبًا عارفًا بأخبار الأمم وأحوالها، ومنهم أيضًا المرقش الأكبر الذي كان مقربًا لدى النعمان بن المنذر، وطرفة بن العبد أحد أصحاب المعلقات. وجاء في الأخبار أن امرأ القيس أمضى سحابة عمره في ردهات (المشقر) وقد تتلمذ على يد الشاعر عمرو بن قميئة الذي يوصف بأنه أقدم من قال الشعر من (نـزار) ولازمه حتى اصطحبه معه في رحلته إلى ملك الروم على رغم تقدمه في السن، وإياه عنى امرؤ القيس في قوله:
 
بكـى صـاحبي لمـا رأى الدرب دونه     وأيقــن  أنَّــا لاحقــان بقيصـرا
فقلــت  لـه: لا تبـك عينـك إنمـا     نحــاول ملكًــا أو نمـوت فنعـذرا
وبرز في هذه الساحة الثقافية عدد كبير من شعراء بكر بن وائل، وشعراء بني عبدالقيس، فإلى جانب طرفة برز من بني عمه المرقشان: الأكبر والأصغر، وجده سعد بن مالك، وهو أحد سادات قومه ومن أشهر فرسانهم، وخاله المتلمس، واسمه جرير بن عبدالمسيح من بني ضبيعة المتفرعة عن (ربيعة) وعمرو بن مرفد، والخرنق أخت طرفة.
وبرز المثقب العبدي أحد الشعراء الفحول من بني عبدالقيس واسمه عائد بن محصن بن ثعلبة، والمفضل العبدي، والممزق، والفضيل، والجمّال، ومقاتل بن سعد، ومعارك بن مرة، ومسعود بن سلامة، ونُفَيل بن مُرّة، وسلمة بن أبي حبابة، وأسامة بن ربيعة، وثعلبة بن حزن، وربيعة بن توبة، وتوبة بن مغرس، ويزيد بن حذاق، وعمر بن هبيرة، وبنت حكيم العبدية، إلى جانب ثلاثين شاعرًا آخرين كلهم من بني عبدالقيس، وأشعارهم مثبتة في كتب الأدب، والمجموعات الشعرية، مثل: (المفضليات) و (الأصمعيات) و (حماسة أبي تمام) و (حماسة البحتري) وقد أورد لهم البحتري في حماسته ستين قطعة شعرية.
 
وعلى الرغم من انتشار عدد من الأديان في هذه المنطقة - قبل دخولها في الإسلام - بسبب تمازجها مع الأمم الأخرى واختلاطها بشعوب الأقاليم المختلفة التي تفد إليها من مجوس ويهود ونصارى، فقد دخل أهلها الإسلام من غير إكراه ولا إجبار  ،  بل بادروا إلى اعتناقه بإرادتهم ورضاهم؛ يقول الدكتور عبدالفتاح الحلو: "ولقد كانت هذه المنطقة من قديم مجالاً لصراع فكري كبير، فقد كانت قبل الإسلام تعج بأصحاب الديانات المختلفة، من يهودية ونصرانية وزرادشتية وبوذية، وجاء الإسلام فهداها سواء السبيل، وكان أهل هذه المنطقة من السابقين إلى دين الله، وحديث وفد عبدالقيس مشهور عند الإمام أحمد ومسلم، وعند المؤرخين وأصحاب السير"  .  وقد شارك أهل المنطقة في نشر الإسلام وشرح تعاليمه، بعد أن استبدلوا حلقات التدريس في أروقة المساجد والجوامع بكنائسهم وبيعهم تدرس فيها شرائع الإسلام ومعارفه، وقد حفلت كتب السير بذكر عدد من رجال هذه المنطقة من الصحابة مثل: منقذ بن حيان، وعمرو بن مرحوم، وصحار بن عياش العبدي، وصعصعة بن صوحان، وأخيه زيد، ومن التابعين الأعلام: إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي، وخلاس بن عمر الهجري، وعوف بن أبي جميلة، وزياد بن سليمان العبدي، وزيد بن علي (أبو القلوصي العبدي)، وسليمان بن جابر الهجري، وعبدالحميد بن المنذر بن الجارود العبدي، وعثمان بن الجهم الهجري، ومهدي بن حرب الهجري العبدي.
 
ومن الشعراء البارزين في هذه الفترة: زياد الأعجم، وهرم بن حيان، ومحمد بن أبي شامة، وكعب بن الجويرية، وقطري بن الفجاءة، وعيسى بن فاتك الخطي، وعمر بن مبردة، والأعور الشني، والصلتان العبدي، والجارود بن المنذر.
 
ومن رواة الحديث من رجال هذه المنطقة: أبودحية الهجري وقد وثقه أحمد والنسائي، وخلاس بن عمر الهجري، وقد روى عن علي وعمار وعائشة – رضي الله عنهم - وروى عن قتادة السدوسي، وعبدالحميد بن منذر بن الجارود العبدي، وقد وثقه النسائي، وعثمان بن الجهم الهجري وقد وثقه ابن حبان، وسليمان بن جابر الهجري الذي روى عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه - وخرج له أبوداود والترمذي وابن ماجه.
 
ومن أبرز علماء اللغة من رجال هذه المنطقة الأخفش الكبير، وأبو علي الهجري، وقد نقل عن أهالي الأحساء العالم اللغوي المعروف، محمد بن أحمد الأزهري في تضاعيف معجمه الشهير (تهذيب اللغة)  . 
 
وفي نهاية القرن الثالث الهجري إلى ما بعد منتصف القرن الخامس الهجري بقليل من 287هـ /900م حتى 465هـ /1073م سيطر القرامطة على هذه المنطقة، وعاثوا فيها فسادًا، بهدم المساجد، وقتل الفقهاء، وتشريدهم، ومنعوا تدريس العلوم الشرعية، واستبدلوا بحلقاتها دورًا لتعليم الفلسفة ومبادئ القرامطة وفنون الحرب والفروسية، كما أقاموا ورشًا للصنائع والمهن  ،  ومع ذلك كله فقد حرصوا على علوم العربية واهتموا باقتناء الكتب؛ يقول عنهم عبدالرحمن الملا: "ولم يهملوا تدريس علوم اللغة العربية وآدابها كما كانت عنايتهم بالكتب شديدة، فقد ذكرت المصادر أن الحسن الملقب بالأعصم - وهو من أبرز قادتهم - كان يصطحب معه أثناء أسفاره وحروبه مكتبة ضخمة محملة على عشرات الجمال" 
ومن أعلام هذه الفترة وشعرائها محمد بن علي العبدي (صاحب الزنج) وأبو طاهر سليمان بن سعيد الجنابي والحسن بن أحمد الأعصم وأبو صالح السلولي.
 
ولما قامت الدولة العيونية 465 - 656هـ /1073 - 1258م، استأنف أمراؤها مسيرة العلم وخدمة الشريعة، ونشطت الحركة العلمية والفكرية في المساجد والجوامع والمدارس، كما انتعشت الحركة الأدبية فصار يتوافد على المنطقة الأدباء والشعراء من مختلف الأقطار المجاورة يمدحون الأمراء العيونيين فيحظون منهم بالعطايا والهبات حتى قيل إن أحد أمرائهم يدعى أبا الحسن جاء إليه أربعون شاعرًا في وقت واحد، فأجاز كل واحد منهم بفرس.
 
وقد اشتهر من شعراء هذا العصر إبراهيم بن أحمد السكوني العبدي، والحسين بن ثابت الجذمي العبدي، وجمال الدين علي بن المقرب العيوني، وأبو معشر الكاتب، ومعاذ الأزرق، ومالك المزموم، ومهذب الدين القطيفي، وموفق الدين الأربلي، وأحمد بن منصور القطيفي. ومن العلماء الأعلام، أبو الوليد مسلم بن العوام وكان فقيهًا وخطيبًا مفوهًا، وأبو نصر القاري، وكان من الفقهاء الأعلام.
 
وبسقوط الدولة العيونية فقدت المنطقة استقرارها وأمنها نتيجة تفككها إلى عدة أجزاء، تقاسم السيطرة عليها العصفوريون من بني عامر، والجروانيون من عبدالقيس، ومن بعدهم الجبريون من بني عقيل في القرن التاسع الهجري، وقد تراجعت الحركة الفكرية والعلمية، وشحت ينابيعها قرابة قرنين من الزمان، إلا أن آل جبر استطاعوا أيام الأمير أجود بن زامل تحرير سواحل المنطقة وجزرها من الأعاجم، وتوحيد أراضي شرق الجزيرة مما أعاد الاستقرار والأمن للمنطقة، فانتعشت تبعًا لذلك الحياة العلمية من جديد، وعمل الجبريون على إعادة إنشاء عدد من المساجد والمدارس الدينية والعلمية كما استقدموا العلماء من مختلف البلدان الإسلامية. ومن أشهر أولئك العلماء الشيخ نصر الله الجعفري جد أسرة الجعافرة المعروفة بالأحساء، وكذلك جد أسرة آل عبدالقادر الذي استقدمه أجود بن زامل للإقامة والتدريس، أما نصر الله الجعفري فقد تولى النظارة على أوقاف الكوت. وقد كان الأمير أجود بن زامل نفسه عارفًا بالفقه المالكي، وكان شغوفًا بجمع الكتب والعناية بها، ويقال إن أحد الأمراء الجبريين ويدعى صالحًا قد آثر التفرغ للتحصيل العلمي على منصب الإمارة فتخلى عنها، وقصد دمشق لحضور حلقات العلم بها متخفيًا تحت اسم مستعار، وحينما ظهرت بوادر اليقظة العلمية في ظل الجبريين داهمهم خطر الزحف البرتغالي الذي هدّد كل الجزيرة العربية بما فيها سواحل الخليج وجزره، فركدت أمام تلك القلاقل والفتن الحركة العلمية والأدبية في المنطقة حتى الثلث الأخير من القرن العاشر الهجري. بعد أن استطاع العثمانيون صد الزحف البرتغالي، وقد اختاروا الأحساء لتكون قاعدة لهم، استأنفوا تأسيس المدارس والمساجد، وبادر أول ولاتهم محمد باشا فروخ إلى استقدام العلماء إلى الأحساء، واستقدم من المدينة المنورة السيد عبدالله جد أسرة السادة آل خليفة، ليتولى الإمامة والتدريس في المسجد الذي أسسه الوالي نفسه والمعروف بمسجد الدبس، واستقدم من الشام الشيخ علي جد أسرة آل ملا للقضاء والإرشاد والوعظ، وأحضر من شمال الجزيرة للإفتاء الشيخ حسن المضري.
 
واستمرت حلقات العلم في المنطقة تنمو وتنتشر منذ أواخر القرن العاشر الهجري حتى عصر اكتشاف الزيت في المنطقة، وكان يقصد المنطقة لتلقي العلوم الشرعية وأنواع المعارف عدد كبير من طلاب العلم، كما انتقل عدد من علمائها إلى البلدان المجاورة لممارسة التعليم ونشر الدعوة وتولي القضاء وممارسة الوعظ والإرشاد. ومن هؤلاء العلماء على سبيل المثال لا الحصر: الفقيه الشيخ محمد خليل الذي تولى القضاء في الطائف، وكان معروفًا في الحجاز بخطه لكثرة ما نسخه من كتب وقد توفي سنة 1179هـ /1765م، والشيخ حسين بن غنام الذي استقدمه الإمام سعود بن عبدالعزيز إلى الدرعية لتدريس اللغة العربية بها، وتتلمذ على يديه كثير من طلاب العلم هناك، حتى توفي سنة 1225هـ /1810م، والشيخ أحمد بن مشرف، وقد استقدمه الإمام فيصل بن تركي إلى الرياض ليتولى تدريس اللغة العربية هناك وتوفي سنة 1285هـ /1868م.
 
واستقدم آل خليفة حكام البحرين الشيخ محمد بن عبدالله الملا ليقوم بتدريس العلوم الدينية إلى أن توفي هناك سنة 1348هـ /1929م. كما استقدم آل خليفة أيضًا إلى البحرين الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ مبارك للعمل في محكمة التمييز، وكان لوالده الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل الشيخ مبارك جهود كبيرة في الوعظ والإرشاد، وله مشاركة فاعلة في الحركة العلمية والدينية في عدد من دول الخليج، وعمل فترة مدرسًا في المدرسة المباركية بالكويت.
 
وتفردت المنطقة الشرقية دون سائر المناطق في جزيرة العرب بوجود جميع المذاهب الفقهية المعروفة، وكانت - مع ذلك - بمنأى عن الصراعات، وسادت بين الأسر الألفة والمحبة والتعايش الحسن فيما بينها خلافًا لكثير من البلدان الإسلامية التي عكر صفوها الاختلاف المذهبي، فكانت أُسَر آل مبارك وآل عفالق وآل غنام وآل موسى تأخذ بالمذهب المالكي، وأُسَر آل عبدالقادر وآل عمير وآل عبداللطيف وآل عرفج وآل هاشم وآل جعفري يتبعون المذهب الشافعي، وتصدرت العناية والفتوى بالمذهب الحنفي أسرة آل ملا، وكان آل فيروز أبرز من اعتنى بالمذهب الحنبلي، بالإضافة إلى انتماء أهالي القطيف وعدد من قرى الأحساء إلى المذهب الجعفري  
 
ولعل هذا التنوع المذهبي في المنطقة مؤشر على نشاط الحركة الفكرية والعلمية بها، فقد أثرت المكتبة الإسلامية بمؤلفات متعددة المشارب، وفيما يأتي عدد من تلك المؤلفات التي تعكس جانبًا من جوانب النشاط الفكري في المنطقة، فقد ألف الشيخ أبوبكر بن الشيخ محمد بن الشيخ عمر الملا الحنفي أحد أعلام القرن الثاني عشر مؤلفات كثيرة منها:
 
 إتحاف النواظر بمختصر الزواجر.
 
 بغية الواعظ في الحكايات والمواعظ.
 
 الأزهار النضرة بتلخيص كتاب التذكرة.
 
 شرح الأربعين النووية، المنسوبة للعلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي.
 
 إرشاد القاري لصحيح البخاري، وهو ملخص لشرح الإمام العلامة الشيخ أحمد القسطلاني على صحيح الإمام البخاري.
 
 منظومة سماها (منهاج السالك) وشرحها، وجمع فيها شرائع الإسلام ومكارم الأخلاق.
 
 نخبة الاعتقاد وشرحه منهج الرشاد.
 
 تحفة الأخيار بمختصر الأذكار (وهو تلخيص لكتاب (الأذكار) للإمام النووي).
 
 الزهر العاطر بتلخيص صيد الخاطر (وصيد الخاطر من مؤلفات العلامة الشيخ عبدالرحمن بن الجوزي).
 
 هداية المحتذي بشرح شمائل الترمذي (وهو مختصر لشرح العلامة المناوي على الشمائل).
 
 وفي الفقه الحنفي لخص المنظومة الهاملية وهذبها ونقحها  
 
ومن مؤلفات الشيخ حسين بن غنام المالكي: (العقد الثمين في شرح أصول الدين) وكتاب: (روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام)، وهو كتاب في التاريخ، والشيخ حسين بن غنام أحد أعلام الأحساء في نهاية القرن الثاني عشر والربع الأول من القرن الثالث عشر الهجري توفي سنة 1225هـ /1810م، وفي الفقه المالكي ألف الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك أحد أعلام المالكية بالأحساء في القرن الرابع عشر كتابًا سماه: (تدريب السالك) ابتدأه بالعقيدة وختمه بخاتمة في الآداب، وقد طبع في (بومباي) بالهند، وله رسائل وفتاوى كثيرة لم تطبع وتوفي بالأحساء عام 1359هـ / 1940م  ،  وكذلك الشيخ مبارك بن علي بن قاسم بن حمد (ت 1230هـ /1815م)، أحد فقهاء المالكية في الأحساء ومن أشهر أعلام مدينة المبرز، انتقل إلى محل (الرفعة) في مدينة الهفوف ليدرس الفقه المالكي وله فيه آثار علمية منها: (هداية السالك إلى مذهب الإمام مالك)، ولا يزال مخطوطًا، وله (تسهيل المسالك إلى هداية السالك) وهو كتاب مطبوع.
 
وفي الفقه الحنبلي ألف الشيخ ثاني بن منصور الراشد أحد أعلام مدينة الجبيل وفقهائها (منتهى الإيرادات - في فقه الإمام أحمد بن حنبل) و (عقيدة السلف الصالح) و (المواريث في الفرائض) وكتاب في المواعظ والأحاديث بعنوان: (كلمات من نور) وكانت وفاته سنة 1395هـ / 1975م  
 
ومن علماء الشافعية في الأحساء الذين تركوا آثارًا علمية الشيخ عبدالله بن محمد بن عبداللطيف بن محمد بن ناصر (ت 1181هـ /1767م) وكان يلقب بالشافعي الصغير لتبحره في الفقه الشافعي، وكان يعرف عند أهل اليمن بابن حجر، ومن أهم آثاره:
 
 الكلام الجامع على الحكم والشرط والسبب والمانع، وهو مطبوع.
 
 حاشية على صحيح الإمام البخاري.
 
 رسالة في متشابه القرآن الكريم.
 
 فيض المنان القدير في حكم الخياطة بالحرير.
 
 بيان ما يجب بأصل الشرع عن صرف الوقف المنقطع إلى الأصل والفرع.
 
 سيف الجهاد لمدعي الاجتهاد.
 
ونسخ الشيخ صالح بن محمد بن سعد آل سعد كتاب (فتح الوهاب في شرح منهج الطلاب) في الفقه الشافعي كتبه سنة 1308هـ /1891م، وكان إمامًا لمسجد حطاب، ومدرسًا في مدرسة الرصيص بتنصيب من قاضي الأحساء عبدالعزيز بن بشر النجدي الحنبلي آنذاك، ويعد الشيخ صالح من الأعلام البارزين في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري في الأحساء.
ومن أعلام الإمامية الذين اشتغلوا بالتأليف في الأحساء، الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم المطيرفي الأحسائي، وهو من المجتهدين الكبار في عصره، ألف أكثر من خمسين كتابًا، ذكر منها صاحب الفهرست المفيد ما يربو على ثلاثين مؤلفًا منها:
 رسالة في جوامع الكلم، تحتوي على مئة رسالة في علوم متنوعة طبعت في مجلدين بمدينة (طهران).
 
 رسالة في الكفر والإيمان.
 
 رسالة الفوائد في الفقه.
 
 رسالة في بيان مبادئ الألفاظ من الأصول.
 
 رسالة في حقيقة الرؤيا وأقسامها.
 
 شرح على تبصرة المعلمين للشيخ الحلي.
 
 تفسير سورة الإخلاص.
 
 شرح كتاب الوجود والحق المقيد والمطلق.
 
 رسائل الهمم العليا في جواب مسائل الرؤيا.
 
 رسالة في مسائل القدر.
 
وكانت وفاته سنة 1241هـ /1826م، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين  .
وألف الشيخ جعفر بن محمد بن عبدالله بن رمضان التغلبي العوامي 1285 - 1342هـ /1868 - 1924م أحد فقهاء الإمامية بقرية العوامية بالقطيف تسعة عشر كتابًا في الفقه، وأربعة كتب في الأصول، وثلاثة كتب في البيان، وكتابين في المنطق، وسبعة كتب في مصائب آل البيت وكتبًا أخرى منها:
 
 عقود الجمان ودر الجوهر الفريد.
 
 جذوة الحق.
 
 قصد السبيل.
 
 الأجوبة الجغرافية.
 
بالإضافة إلى ديوان شعر، ولا تزال هذه الكتب مخطوطة حتى عام 1413هـ / 1992م  . 
وهؤلاء الأعلام ما هم إلا بعض من كل، وهذه الكتب ما هي إلا غيض من فيض تمت الإشارة إليها بقصد بيان الأثر الكبير الذي تركه التعدد المذهبي في المنطقة على الحركة العلمية والفكرية فيها.
 
وقد كانت الأحساء موئلاً للعلماء الذين فضلوا الاستقرار بها لما تميزت به من حركة علمية نشطة حتى ذاع صيتها في البلدان الإسلامية، وقصدها العلماء والطلاب على السواء، ومن أبرز أولئك العلماء الذين وفدوا إليها: الشيخ تاج الدين الهندي أحد علماء القرن الحادي عشر الهجري، وبقي في الأحساء يزاول التدريس، وتخرج على يديه عدد من العلماء، ومنهم الشيخ إبراهيم بن حسن الملا، كما وفد إليها العلامة عبدالله بن سالم البصري في القرن الثاني عشر الهجري، وأخذ عنه عدد من علماء الأحساء ومنهم عبداللطيف بن محمد العبداللطيف الشافعي، والشيخ محمد بن عبدالرحمن العفالق الحنبلي. وممن وفدوا إلى الأحساء واستقروا فيها: العلامة الفاضل محمد بن أبي الطيب المغربي المالكي، وهو معروف بعلمه الواسع، وقد قرأ عليه الفقه المالكي الشيخ حسين بن عبدالرحمن آل كثير المالكي، كما أقام فيها لغرض التدريس الشيخ راشد بن خنين الحنفي النجدي، وكان أديبًا وبارعًا في علم النحو، ومتبحرًا في الفقه، وقد التف حوله عدد كبير من علماء الأحساء منهم - على سبيل المثال لا الحصر - العلامة محمد سعيد بن عبدالله آل عمير الشافعي، والشيخ عبدالله بن صالح آل موسى المالكي، والشيخ محمد بن عبدالله آل فيروز الحنبلي. وكان الشيخ راشد قد اتخذ له سكنًا بجوار منـزل الشيخ حسين بن عبدالله الفلاح، الذي كان موجهًا عنايته إليه منذ قدومه من نجد. ومن أشهر العلماء الذين وفدوا إلى الأحساء أيضًا، وجلسوا للتدريس والوعظ فيها الشيخ العلامة حسين بن أحمد الدوسري الشافعي، وقد أخذ عنه العلم عدد من علماء الأحساء ومن أبرزهم: الشيخ القاضي عبدالله بن عبدالرحمن آل عمير الشافعي، والعلامة الشيخ أبوبكر بن محمد الملا الحنفي، وقد عرف الشيخ حسين الدوسري بسعة علمه، وتبحره في الفقه، كما عرف بكثرة التأليف، فمن كتبه: (التهليلات العشر) و (الأساور العسجدية في المآثر الخالدية) و (الجواب الشافي في المقال الصافي) و (القول السديد) وغيرها من الكتب الفقهية، وكذلك الشيخ عبدالله البيتوشي الكردي الذي قدم إلى الأحساء من كردستان ولزم الشيخ أحمد بن عبدالله آل عبدالقادر، والبيتوشي نسبة إلى مسقط رأسه قرية (بيتوش) التي تقع في منحدر الجبل المشرف على نهر الزاب الصغير، وكتب البيتوشي في الأحساء عددًا من مؤلفاته جاء أغلبها في أكثر من خمسمئة صفحة من الحجم المتوسط، ومن أهم الكتب التي ألفها وهو مقيم في الأحساء ما يأتي:
 
 طريقة البصائر إلى حديقة السرائر، وقد فرغ منه عام 1195هـ /1781م، شرح فيه منظومته التي تقع في سبعمئة وتسعة وعشرين بيتًا، وهي بعنوان: (حديقة السرائر في نظم الكبائر) وهي نظم لكتاب (الزواجر من اقتراف الكبائر) لأحمد بن حجر الهيثمي.
 
 المكفرات: منظومة تحوي جميع الخصال المكفرة للذنوب وقد نظمها سنة 1194هـ /1780م.
 
 المبشرات: وهي شرح لمنظومته (المكفرات) كتبها أيضًا عام 1194هـ /1780م.
 
 كفاية المعاني: وهي منظومة في بيان حروف المعاني نظمها عام 1191هـ /1777م في ستمئة واثنين وسبعين بيتًا وطبعت عام 1289هـ /1872م في إستانبول.
 
 الحفاية بتوضيح الكفاية: وهو كتاب يشرح فيه منظومته (كفاية المعاني) ويقع في سبعمئة صفحة تقريبًا، واستشهد فيها بتسعمئة وثمانين بيتًا لغيره، وبخمسة وستين بيتًا له وسبعمئة آية قرآنية، وانتهى من هذا الشرح أول شعبان من عام 1191هـ /1777م.
 
 حاشية المدونة على شرح الفاكهي في النحو: وتقع هذه الحاشية في خمسمئة وخمس وأربعين صفحة، وانتهى من كتابتها في الثامن من رمضان سنة 1209هـ / 1795م   
 
أما بالنسبة إلى الطلاب الذين رحلوا إليها للعلم، ونيل الإجازة من علمائها المشهورين، فأشهرهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي أقام فيها مدة عام ملازمًا الشيخ عبدالله آل عبداللطيف، وكذلك الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ مفتي نجد في زمانه، والشيخ صالح بن سيف العتيقي النجدي، وقد وجد هؤلاء الوافدون أهل الأحساء يوفرون لهم سبل العيش الحسن، والعناية الكبيرة، ففتحوا لهم أبوابهم وتفقدوا شؤونهم الخاصة، يعينهم الموسرون على النفقة ويهيئون لهم الجو الملائم للدراسة والتحصيل  
 
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook