ملابس الإمبراطور العجيبة

الكاتب: رامي -
ملابس الإمبراطور العجيبة
هذه القصة خيالية ولكن بها معاني جميلة عن جزاء الغرور ، يحكي أنه في قديم الزمان في بلد بعيدة عاش إمبراطور ، وكان هذا الإمبراطور شديد الغرور ، وكان قاسي القلب لا يهتم بشئون رعيته .

فكان يفرض الضرائب على الناس ويثقل كاهلهم بما لا يستطيعون حمله ، وكان يجمع من الناس أمولًا طائلة ، ثم يقوم بصرفها على زينته ، فيشتري لنفسه أفخم الثياب وينشئ لنفسه قصورًا شاسعة مليئة بالزينة ، وكان يلبس كل يوم ثوب جديد من الحرير المرصع بالجواهر ولا يرتديه ثانية أبدًا ، وكان الناس يكرهون هذا الإمبراطور ويتكلمون فيما بينهم عن أفعال الإمبراطور وإسرافه الشديد ، وكيف أنه تسبب في فقر شعبه بسبب أفعال وغرورة وأنانيته .

وذات يوم أتى إلى القرية زائرين من بلد بعيد وأخذا يتجولان في الأسواق ، وبينما هم يسيران في السوق ويتظاهران بالشراء سمعًا أهل البلد يتكلمون ، ويحكون عما يفعله الإمبراطور ، وأنه سوف يقيم مهرجان سنوي ، ويبحث عن خياط ليخيط له ثياب جديدة لا مثيل لها.

وكان هذان الزائرين محتالين يتكسبون عيشهم من الاحتيال وحين سمعًا كلام الناس ، خطرت في رأسيهما فكرة ، فقال أحدهما للأخر إن أهل هذه القرية جميعهم فقراء ولا يملكون شيئًا ، ولا يجب أن نحتال عليهم لأننا لن نستفيد شيئًا ، بينما هذا الإمبراطور يملك الكثير من الأموال كما أنه مغرور والغرور يعمي العقل وبذلك نستطيع أن نحتال عليه بسهولة فوضعا الخطة وذهبا ونزل إلى السوق .

واتجها إلى السوق وأشاع بين الناس أنهما خياطان يقومان بحياكة أنواع غريبة من الثياب ، ثياب ذهبية يستطيع كل الناس رؤيتها ، إلا الأحمق فإنه لا يراها ، اندهش الناس وأخذوا يتناقلون أخبار الرجلين حتى وصل خبرهما إلى حراس الإمبراطور ، فذهبوا مسرعين إلى الإمبراطور وأخبروه بما سمعوا .

على الفور أرسل الملك في طلب المحتالين ، وطلب منهما أن يغزلا له ملابس من ملابسهما العجيبة وسألهما ماذا يطلبان ليصنعا له هذه الملابس ، فطلب المحتالان غرفة هادئة ومغزل والكثير من خيوط الحرير الغالي وبودرة الذهب واللؤلؤ والزمرد لتزيين الثياب . وبالفعل لبى الإمبراطور مطلبهما ، وجهز لهما غرفة مملؤة بالخيوط الغالية وماء الذهب والجواهر .

وظل المحتالين داخل الغرفة يأكلان أشهى أنواع الطعام وهم سعداء ولا يقومان بشيء ويسخران من الإمبراطور الأحمق ، وكان الإمبراطور لا يطيق صبرًا حتى يرى تلك الثياب ، فأمر أحد مستشاريه أن يذهب إلى غرفتهما ليرى الثوب الذي يغزلانه .

وبالفعل ذهب المستشار إلى الغرفة ، فأدعى المحتالان أنهما يغزلان ومثلًا أنهما يحملان ثوب وقالا له (ألا ترى تلك الخطوط الحمراء والزرقاء في الثوب) ، خاف المستشار لأنه لم يرى شيئًا فقال في نفسه لو أخبرت الإمبراطور ، أنني لا أرى شيئًا فسيعرف أنني أحمق ويطردني ، فعاد المستشار إلى الإمبراطور وحكى له عن روعة الثياب الجديدة .

فرح الإمبراطور وظل كل يوم يرسل مستشار جديد ، ليشاهد الثياب فلا يرى شيئًا ، ويعود فيكذب على الإمبراطور ، وهكذا تكرر الأمر حتى أتى يوم المهرجان ، فحضر المحتالين وأدعيا أن معهما الثوب ، وأنهما وضعاه على الإمبراطور ولكن الإمبراطور لم يرى شيئًا ، فقال في نفسه الجميع يرى الثياب إلا أنا لو علموا أنني لا أرى شيئًا فسيعرفون أنني أحمق .

وهرب المحتالين ومعهم الذهب والمجوهرات ، وركبا جوادهما مسرعين خارج المدينة ، فتعثر جوادهما ووقع وسقط كل ما عليه من جواهر في البحر وخسر المحتالان كل شيء ، بينما الإمبراطور خرج للرعية عاريا فأخذ الناس يتهامسون ويضحكون على الإمبراطور وحين إذا أدرك الإمبراطور أنه خرج عاريًا وأنه فعلا أحمق لأنه صدق المحتالين .

شارك المقالة:
80 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook