ملابس النساء والفتيات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ملابس النساء والفتيات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

ملابس النساء والفتيات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
تلبس النساء في مدن المنطقة في داخل المنازل (سواء كبيرات السن منهن أم الشابات) الصديري بالكم القصير الذي لا تتجاوز أكمامه المرفق، ويسمونه (سدرية) والسروال، ويضعن فوق رؤوسهن قطعة قماش تدعى (محرمة). ويصنع الصديري من قماش (البفت) ويُحلَّى من عند الرقبة وطرفي الكُمَّين، وتكون للصديري خمسة أزرار: اثنان منها في الرقبة، وثلاثة في الصدر، وقد تكون في بعض الأحيان من الفضة، وفي أحيان أخرى من الذهب الخالص أو المرصع بالألماس، وتتصل بسلسلة تربط بعضها إلى بعض. ومثل هذا النوع من الصديريات ذات الأزرار الذهبية لا تلبس غالبًا إلا عند زيارة الأقارب أو الأصدقاء. والسروال غالبًا ما يكون مصنوعًا من قماش يسمى (الشامي)، وهو قماش محاك بالنول يجلب من سورية على شكل قطع كل واحدة منها تكفي لسروال واحد، وهو مخطط باللونين الأبيض والأسود، ويكون ذا ألوان قاتمة ليحتمل أثر الخدمة في البيت كالطبخ والكنس وما إلى ذلك، ويحلى طرف السروال بتطريز من الحرير الأسود غالبًا
وتختلف ملابس الخروج عن ملابس البيت، إذ تتكون من سروال من الحرير من مصنوعات مصر، وهو مخطط بخطوط طويلة على نسق السروال الشامي، وغالبًا ما تكون تلك السراويل من اللون الأبيض أو النباتي أو الخربزي، أما الخطوط فهي سوداء في الأحوال كافة. ويحلى السروال بحجل من القصب يسمى حجل (سنون)، أما تكة السروال فتكون عريضة، مشغولة أطرافها بنقوش من الحرير الأزرق والأسود. وتلبس فوق الرأس محرمة من القماش تسمى (شمبر)، وتلبس فوق ذلك تلفيعة يسمونها (مدورة)، وهي من الشاش أو الحرير، وتحلى أطرافها بـ (شرابات) على شكل طيور أو زهور تسمى (أوبة)، وبعضها غالي الثمن، ولها طريقة لبس خاصة تسمى (تقريع)
وتضع المرأة فوق المدورة (البرقع)  وهو قماش من البفت، سميك مما يلي الوجه، ومما يلي العينين منه يوجد شقان مستطيلان يفصل بينهما فاصل في محاذاة الأنف، ويمتد طرف البرقع إلى محاذاة الرِّجل أو ما دونها بقليل، وهو مزخرف ومحلَّى بنوع من التطريز يسمونه (نسلة جاوي)
وترتدي المرأة في المدن المكية أيضًا حلة من القماش فوق ملابسها تسمى (الدرابزون) وهي خفيفة جدًا وليس لها ياقة أو أزرار. وترتدي فوقه ملاءة من الحرير باذنجاني اللون به خط أبيض قاتم وتسمى (ملاية جاوي) وعلى طرفيها حياكة من الحرير النباتي الأصفر تسمى (حبكة)، وتتدلى من الطرفين شرابتان من لون حرير الحبكة، وغالبًا ما تتلثم بلثام يستر الفم ونصف الأنف
وترتدي النساء في المآتم ملابس بيضاء خالية من الزخارف والزينة، وتتكون تلك الملابس من السروال والصديري وفوقه الفستان الأبيض الطويل ويسمونه (الكرتة) ويغطى الرأس بمحارم بيضاء
وتلبس النساء في القرى الجبلية من منطقة مكة المكرمة ثوبًا عاديًا من (الدوت الأزرق)  ، وينقش بالألوان، ويكون بأسفله قماش رمادي، ويشغل بالقصب والحرير، وكذلك يشغل الحلق والأكمام. كما يرتدين قماشًا آخر يسمى (القرقوش) وهو من اللون الأحمر المحلى بالأسود من أطرافه ووسطه، ويحلى أيضًا بالودع والرصاص
تغطي القرويات في القرى الجبلية من المنطقة أفواههن بلثام يسمى (الغذفة)، ويستر ذلك اللثام الوجه بحيث لا يظهر منه إلا العينان. وتزين الغدفة بشريط مشغول يبدأ من أعلى الأنف إلى أسفله بمقدار خمسة سنتيمترات ثم يلف الشريط المشغول إلى حد الأذنين، في حين تمتد اللثامة حتى الصدر. وتضع السيدة أو البنت (الميس المشغول) فوق الرأس من داخل القناع ويسمى (الكنف)، وتوضع به أدوات الخياطة. كما يلبسن (القناع) وهو غطاء من قماش أسود في حدود مترين يقص على شكل مثلث ويوضع فوق الرأس ليقي الرأس من الشمس، وتكون به وصلة قماش على شكل مخبأ تضع به البنت أو السيدة حريرها وإبرها وشغلها الذي تزاوله بيدها، ويشغل الجزء الخلفي منه بالقصب والحرير
وترتدي النساء والفتيات في القرى التـهامية - وخصـوصـًا القـريبة من عسـير والباحة - الثوب والقميص لباسًا خارجيًا، كما هو الحال في لبس النساء في تهامة عسير والباحة، بينما يرتدين الفوطة أو الحوكة والمصنف لباسًا داخليًا، وهناك أنواع كثيرة من الملابس النسوية في تهامة ذات نوعيات وأسماء مختلفة
وكانت النساء في بعض القرى الساحلية التهامية من المنطقة يرتدين بعض الأقمشة الخفيفة السوداء فوق الإزار وتسمى (طافة)، ويغطين رؤوسهن بغطاء أسود يسمى في بعض الأنحاء (مقلمة، أو قطاعة)
ولا تختلف ملابس الفتيات كثيرًا عن ملابس النساء في حواضر المنطقة أو قراها، إلا أنهنّ في المدن - كما هو الحال في مكة المكرمة - يضفن على بعضها نوعًا من الزخرفة التي يسمينها (حلية)، ويزين البرقع بالقصب الزاهي الذي يسمينه (تللي). كما أن طريقة اللبس تختلف بعض الشيء، فصغار الفتيات لا يلبسن البرقع كما هو الحال عند النساء، بل يكتفين بطرحة إلى الخلف للتحلي وتبدو التحلية التي به، ويكون وجه الفتاة مكشوفًا إلا إذا كانت يافعة فإنها تتلثم بلثام من القماش المطرز بالقصب، ويلبسن سراويل من قماش الحرير المخلوط بالقصب يسمى (ربزة) 
وتلبس الفتيات في القرى الجبلية ثوبًا من الدوت الأحمر يحلى من ذيله وأكمامه بالقماش الأسود. وتحتزم الفتاة بحزام من جلد مبروم يسمى (الجديل)، ثم تلبس على وسطها حزامًا من الودع والرصاص، كما تلبس على الرأس غطاءً يسمى (البخنق)  وهو من قماش أسود محلى من أطرافه بالأحمر وحبات الودع والرصاص، وتلبسه فوق هامة الرأس، وتنثني من البخنق قطعة مشغولة بودع مكثف ورصاص. وفي المناسبات (مثل ليلة الزفاف) تلبس الفتاة في هذه القرى (المسفع)، ثم يلازمها بعد ذلك ويكون بديلاً للبخنق الذي كانت تلبسه قبل الزواج، ويكون من قماش خفيف مسرج ومكثل بالقصب والحرير من أركانه الأربعة، ويستعمل لغطاء الرأس تحت القناع لستر الوجه 
 

 الأحذية

 
يستعمل عامة الرجال في مدن المنطقة حذاءً من الجلد المدبوغ محليًا ويسمى (القرف)، وتكون له قنطرة مطرزة بالقصب الممزوج بالحرير أحيانًا، كما أنه يحلى أحيانًا بالخرز ويحدد سعره وفقًا لذلك، فكلما تعدد الخرز في نعال الحذاء كان ثمنه أغلى ويدعى (أبوخرزتين). في حين أن هناك نوعًا آخر يصنع بلا قنطرة ويسمى (المدابي المدني)، ثم انتشر بعد ذلك لبس (الشباشب) وأصبحت أحذية معظم الطبقة العامة
وكانت أحذية الرجال في بعض القرى تصنع من الجلد الخفيف البسيط الصنعة، ويضعون له شريطًا رفيعًا يلف وسط القدم، وشريطًا آخر يكون بين أصابع الرجل. وكان بعض الرجال حفاة لا ينتعلون مما يجعل أرجلهم قاسية الملمس 
أما النساء في مدن المنطقة (وخصوصًا في العاصمة المقدسة) فكن يلبسن حذاءً من الجلد الأصفر المبطن بالجوخ الأزرق ويطلق عليه (الخف والبابوج)، وتلبس معه المرأة خفًَّا من الجلد الأصفر أيضًا، وهو من الصناعة التركية المجلوبة من إستانبول
والخف يستر عادة إلى ما فوق الكعبين، وهو شبيه بالخف الذي يلبسه عرب شمال إفريقية. وتزين بعض النساء البابوج بالقصب وقطع الزجاج لإكسابه مظهرًا جميلاً، ثم تطورت أحذية النساء في مدينة مكة المكرمة في فترة لاحقة إلى الحذاء والجوارب، إذ شاع استخدام جوارب متينة وطويلة، وأحذية سوداء لامعة تزينها أشرطة من القماش الحريري الأسود في مقدمتها
 
شارك المقالة:
140 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook