مما تتكون المملكة الحيوانية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مما تتكون المملكة الحيوانية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

مما تتكون المملكة الحيوانية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
تتكون المملكة الحيوانية من عدد كبير من الحيوانات؛ إذ يصل المعروف منها إلى .1.350.000 نوع موزعة على عدد من الشعب (Phyla)، وشعبة مفصليات الأرجل (Phylum: Arthropoda) من أكبرها وأكثرها نجاحًا، وقد وهبها الله تعالى قدرة فائقة جعلتها قادرة على غزو كثير من المناطق والبيئات التي لا يستطيع الإنسان العيش فيها، كما وهبها وسائل تركيبية وبنائية دون غيرها، مكنتها من التكيف والتأقلم مع مختلف البيئات؛ حيث تشاهد أنواع منها على قمم الجبال الشاهقة، وأخرى في أعماق البحار، ويعيش كثير منها في الهواء أو على اليابسة، وبعضها في الماء المالح أو قليل الملوحة، وبعضها الآخر في الماء العذب، ويشمل هذا سبل الحماية من الأعداء، وطرق المعيشة والاغتذاء، فكثير منها يعيش معيشة حرة أو قد يتطفل على الحيوانات أو النباتات، أو قد يفترس حيوانات أخرى.
 
تتباين المفصليات في عاداتها الغذائية، فمنها ما يتغذى على الفقاريات أو على المواد الصلبة، وأخيرًا المحاكاة ووسائل الدفاع، وهذا مكنها من النجاح في الانتشار والتنوع، وتولّد بينها وبين الإنسان علاقات مهمة، إما أن تكون مفيدة له أو ضارة به، ولقد استغل الإنسان هذه الكائنات المفصلية لصالحه، حيث قام بإكثارها والاستفادة منها، مثل: تربية النحل للحصول على العسل والشمع، وتربية دودة القز للحصول على الحرير، والحصول على غذاء جيد، مثل: الجمبري، والجراد، وأنواع كثيرة تقوم على تلقيح النباتات، وجزء منها يضر بالإنسان اقتصاديًا؛ حيث ينقل إليه وإلى مزروعاته وحيواناته المستأنسة الأمراض، مثل: الذباب، والبعوض، والقمل، والبراغيث، والقراد، والحلم. كما أن بعضها سام، مثل: العقارب، والعناكب  ،  وتختلف أفرادها في الشكل والتركيب والمعيشة، إلا أنها تتفق في صفات عامة أهمها:
 
جدار الجسم الذي لا يسمح بنفاذ الماء أو تبخره من الداخل، ويدعم أعضاء الجسم الرخوة، حيث يحاط جسمها بجُليد خارجي كيتيني صلب يحتوي على طبقات جليدية متعددة غير خلوية تفرزها خلايا البشرة الداخلية، وتنسلخ على فترات أثناء النمو.
 
وتبدأ القناة الهضمية بفتحة الفم وتنتهي بالاست، ويكون الجهاز الدوري مفتوحًا، والقلب ظهري الموقع، ويتم التنفس بوساطة الخياشيم أو الجهاز القصبي أو الرئات الكتبية أو خلال جدار الجسم، ولها جهاز عصبي جيد التكوين وبطني الموقع، وتكون الأجناس غالبًا منفصلة، وحالة التخنث نادرة الوجود.
 
تقسم شعبة مفصليات الأرجل إلى عدد من الطوائف، منها:
 
طائفة العنكبيات (Class Arachnida)
 
معظم حيوانات هذه الطائفة أرضية، ويتكون الجسم من منطقتين، مقدم الجسم (Prosoma) ومؤخر الجسم (Opisthoma)، وليس لها قرون استشعار، وبيئة المملكة العربية السعودية غنية بأنواع كثيرة من العنكبيات، وتضم هذه الطائفة أكثر من 80.000 نوع   تنتمي إلى عدد من الرتب منها:
 
أ - رتبة العنكبوتيات:(Order Araneida)
 
تعد هذه الرتبة من أكبر رتب العنكبيات، وهي عالمية الانتشار، ويعيش معظم أفراد فصائلها فرادى، وعادة ما تتخذ لها موطنًا في المناطق الحارة والقاحلة من العالم؛ وذلك بسبب امتلاكها مؤهلات بيئية وحيوية تيسر لها ممارسة حياتها واستمراريتها في هذه المناطق. تمتاز العنكبوتيات بامتلاكها الغدد السمية والقرون المخلبية التي تستخدمها في لدغ الفرائس وتخديرها، ومن ثَمَّ الاغتداء بها، كما أن امتلاك هذه الخصائص جعل العناكب الحقيقية مفترسات أساسية، وتشكل الحشرات الوجبة الرئيسة لها. وقد سجل منها نحو 38.000 نوع ولم يتحدد بدقة عدد الأنواع، والأجناس، والفصائل الموجودة في المملكة، وتعيش العناكب في بيئات مختلفة في المنازل والمزارع والغابات والصحارى والكهوف، وبين الأحجار وقمم الجبال وفي المستنقعات، كما توجد أنواع منها تعيش في المياه العذبة وشواطىء البحار، ومعظمها ذات ألوان داكنة إلا أن بعضها له ألوان جميلة، وتختلف في أحجامها؛ إذ يصل حجم بعضها إلى حجم رأس الدبوس، وبعضها بحجم يد الإنسان. ويمتاز كثير من العناكب بنسج البيوت، وعمل الشراك التي تستخدمها لصيد الحشرات لتتغذى عليها، أما الأنواع الكبيرة منها فتفترس المفصليات الكبيرة، والسحالي، والطيور، وصغار القوارض، والأسماك، ويرقات الضفادع.
 
- العنكبوت الذئب:(Lycosa ferox) (Lucas 1838) 
 
وهو من فصيلة العناكب الصائدة (الذئبية) (Family: Lycosidae) وهو عنكبوت أرضي كبير داكن اللون، ولا يغزل بيتًا، وإنما يعيش على الأرض، حيث ينقض على الفريسة ويصطادها ويحقنها بالسم بقرنيه الكلابيين، ويمتص سوائلها الجسمية. وينقسم جسمه إلى منطقتين: الرأس والصدر، ويحمل رجلين ملماسيتين تتميزان في الذكر بتضخم العقلة الطرفية، وقرنين كلابيتين تفتح عليهما غدد السم، وأربعة أزواج من أرجل المشي المغطاة بشعر كثيف يساعد العنكبوت على التعلق بالسطوح الملساء أو المنحدرة، وثماني عيون بسيطة موزعة بطريقة تمكنها من الرؤية الثاقبة في جميع الاتجاهات. والبطن وهو غير معقل، وتقع الفتحة التناسلية بين أخدودي الكتابين الرئويين، كما يحمل البطن أربعة أزواج من الغازلات توجد خلفها فتحة الاست.
 
تنتشر هذه العناكب في جميع مناطق المملكة وفي شبه الجزيرة العربية، وتقضي الحيوانات البالغة فترة الشتاء داخل المباني أو في جحور القوارض، وهي تفضل الأمكنة المظلمة، وتبني الأنثى نسيجًا من الحرير. ويتم التزاوج بعد غزل طويل، وخلاله ينقل الذكر حيواناته المنوية من فتحته التناسلية إلى الفتحة التناسلية للأنثى بوساطة الملامسة الفمية، وغالبًا ما تقوم الأنثى بقتل ذكرها بعد التزاوج والتغذية عليه؛ لذا فهو يسارع في الهرب. وتضع الأنثى البيض الذي يفقس عن الصغار التي تنسلخ 3 - 7 مرات، إلى أن تصل إلى طور البلوغ، ومعدل التكاثر في العناكب بطيء نتيجة لعادة الافتراس الذاتي للصغار، وتعد من الحيوانات المفيدة؛ لأنها تعيش على اقتناص الحشرات الصغيرة الضارة وامتصاص عصارتها.
 
ب - رتبة المغتزلات:(Order Solifuga)
 
تشتمل هذه الرتبة على عنكبيات تعيش في المناطق الاستوائية، وشبه الاستوائية، وقد وصف منها نحو 900 نوع، وتسمى أحيانًا بـ (عناكب الشمس)، وتمتاز هذه العناكب بسرعة العدو، كما تمتاز بكبر قرونها الكلابية، وجسمها مقسم إلى: مقدم الجسم، ومؤخره الذي يتركب من 10 عقل، وليس له خصر أو عَجْب.
 
- الشبث (أبوصوفة):(Galeodes arabs) 
 
من فصيلة العناكب الشمسية (Family: Solifugidae)، وهو حيوان عنكبي كبير، وجسمه مقسم إلى: مقدم الجسم، ومؤخر الجسم الذي يتركب من عشر عقل، وليس له خصر أو عجب، والجسم والأطراف عليها شعر كثيف، وأهم ما يميز هذه العناكب فكوكها الضخمة التي لا تحتوي على غدد سمية، والأرجل الملماسية طويلة تظهر كأنها زوج خامس من الأرجل، إلا أنه يرفعها أثناء المشي، حيث تغطيها شعيرات حسية وزغبات، ويوجد في مقدماتها ممصات تساعده على تسلق السطوح الملساء، وفي القبض على الفريسة، وتفتح على الحرقفة الغدة الإخراجية، ويلي ذلك أربعة أزواج من أرجل المشي الطويلة المغطاة بالشعر والأشواك، ورجلاه الأماميتان طويلتان، ولكنهما ضعيفتان لا تستعملان للمشي، أما الأرجل الباقية فهي أرجل حركة حقيقية، ومؤخر الجسم كبير وبيضوي، ويتركب في الحيوان البالغ من 10 عقل، وتقع الفتحة التناسلية على العقلة الأولى، وفتحة الاست على العقلة الأخيرة  . 
 
يعيش الشبث في المناطق الصحراوية من المملكة، وهو ليلي النشاط وغير سام، ولكنه مفترس للحشرات والعقارب والعناكب، والأنثى أكثر عدوانية من الذكر؛ إذ إنها قد تهاجم الذكر بعد الجماع مباشرة إن لم يلذ بالفرار. ويقوم الذكر بمغازلة الأنثى قبل الجماع، محاولاً تقريبها لتأتي فتحتها التناسلية على الأكياس المنوية التي يضعها الذكر، وقد لوحظ أن الذكر يتأكد - بمساعدة عضوه التناسلي - من دخول الأكياس المنوية داخل الجهاز التناسلي الأنثوي. وتضع الأنثى بين 50 و 200 بيضة في حفرة في التربة، وتبقى معها حتى تفقس، ولا تترك صغارها حتى تعلمها الافتراس، وقد تهاجم هذه العناكب القوارض الصغيرة، والطيور، والسحالي، والمفصليات الأخرى.
 
ج - رتبة العقربيات:(Order Scorpionida)
 
تعد العقارب من أقدم الكائنات المفصلية الأرضية الحية؛ حيث تم اكتشافها في حفريات من العصر الكربوني. تكثر العقارب في المناطق الحارة والمعتدلة، وعادة ما توجد في المناطق المهجورة، وتحت الحجارة، وداخل الشقوق، وتحت أوراق النباتات، وهي ليلية المعيشة، وقد سجل منها نحو 2000 نوع تتبع ست فصائل، وبعض هذه الأنواع شديد السمية، وسجل منها في المملكة العربية السعودية 17 نوعًا تراوح سميتها بين الضعيف والقوي  .  ويتكون جسمها من: مقدم، ووسط، ومؤخر الجسم، وتغطي مقدم الجسم درقة، ويحمل قرنين كلابيين ورجلين ملماسيتين، وكلتاهما مكلبتان، وكذلك يوجد أربعة أزواج من أرجل المشي، كما يحمل وسط الجسم في عقلته الأولى الغطاء التناسلي، وعلى عقلته الثانية مشطان تناسليان، في حين تحمل العقل الأربع التالية زوجًا من الكتب الرئوية، أما مؤخر الجسم فيتركب من عقل تكون الذيل الذي ينتهي بحمأة السم.
 
- العقرب الجزار:(Scorpio maurus Kruglovi) 
 
من فصيلة سكوربيندي (Family: Scorpionidae)، ولون جسم هذا النوع من العقارب فاتح، وكذلك الزوائد، ماعدا أصابع الكلابيات فهي سوداء، والأصابع نوعًا ما قصيرة، ويتميز هذا النوع بأن القرن الكلابي دقيق وطويل نسبيًا، وتوجد ست أشواك على الجبهة الخارجية للرسغيات في القدمين الرابعة والثامنة من الناحية الداخلية، وعدد الأسنان من تسعة إلى عشرة، وطول الذيل عدا حمأة السم لا يتعدى طول بقية الجسم (مقدم الجسم ووسطه)، والجبهة مقعرة، وتوجد ثلاث أعين جانبية، وكذلك ثلاث شعيرات على الجهة البطنية للقصبة. ويوجد هذا النوع في المناطق السهلية؛ بخاصة في المواقع التي تكثر فيها النفايات والبقايا الخشبية؛ حيث تتخفى تحتها، وقد سجل انتشارها في أمكنة مختلفة من العالم بما في ذلك بلاد الشام والعراق والكويت، وتم تسجيلها في المناطق الشمالية من المملكة العربية السعودية  ،  بما في ذلك عرعر وطريف، ويطلق على هذا النوع من العقارب اسم (العقرب الجزار)، وربما يرجع سبب التسمية إلى كبر الكلابات بشكل بالغ الوضوح ولافت للانتباه، ويعد هذا النوع ضعيف السمية، ولا يشكل خطرًا على الإنسان، كما يعد خفيف الحركة، وليس ميالاً للدغ، ولكنه يلتقط الفريسة بكلابتيه بسرعة، وهذه الفريسة غالبًا ما تكون من صغار الحيوانات المفصلية.
 
د - رتبة القراد والحلم:(Order Acarina)
 
تعد أهم الرتب؛ إذ إنها تضم عددًا من الآفات للإنسان، والمحصولات النباتية، وحيوانات المزرعة، ويمتاز الجسم بأنه غير مقسم إلى حلقات؛ إذ تندمج فيه المؤخرة مع المقدمة، ولا توجد قرون استشعار للطور الكامل، وتؤدي القرون الكلابية (Chelicerae) والأرجل الملماسية (Pedipalps) والشفة العليا والسفلى فيها وظيفة أجزاء الفم؛ حيث تكيفت للثقب والمص، أما الأزواج الأربعة الأخرى من الزوائد، فهي أرجل للمشي، وتمر دورة الحياة بأربعة أطوار، وهي: البيض، واليرقة (ذات ثلاثة أزواج من الأرجل)، والحورية (ذات أربعة أزواج من الأرجل)، والحيوان البالغ ذو أربعة أزواج من الأرجل.
 
وقد وصف نحو 800 نوع من القراد ذي الحجم الكبير نسبيًا، منه نوع تغطي جسمه درقة صلبة ظهرية الوضع، وهو القراد الصلب، وسجل منه 13 نوعًا في المملكة العربية السعودية، والذي يغطى جسمه بدرقة ظهرية لينة، يعرف بالقراد اللين، وسجل منه ثلاثة أنواع  .  والقراد طفيلي خارجي؛ إذ يتغذى على الفقاريات المختلفة والإنسان، أما المجموعة الكبرى فتمثل الحلم، وهي حيوانات دقيقة الجسم، وتصعب رؤيتها بالعين المجردة، ولم يتحدد عدد الأنواع والفصائل في المملكة أو في الجزيرة العربية، مع العلم أن ما وصف منها عالميًا يزيد على 38000 نوع، وتهاجم بعضها النباتات، وبعضها الآخر يهاجم الإنسان والحيوان، وأخرى تعيش مترممة أو متطفلة أو مفترسة  
 
1 - قراد الجمل الكبير:(Hyalomma schulzei) 
 
وهو من فصيلة القراد الجامد (Family: Ixodidae)، ويتطفل هذا النوع أساسًا على الجمال، ويوجد في منطقة الحدود الشمالية من المملكة العربية السعودية في طريف وحزم الجلاميد، مع أنه قد تم تسجيل وجوده بنجاح في منطقة القصيم  ،  وهذا النوع محدود الانتشار عالميًا؛ حيث يمتد في شريط ضيق من أفغانستان شرقًا مرورًا بإيران والعراق والمملكة حتى شمال مصر غربًا، وقد وجد أن الأطوار البالغة تهاجم الجمال، وغير البالغة تتغذى على القوارض.
 
2 - حلم جرب الإنسان:(Sarcoptes scabaei) 
 
وهو من فصلية حلم الجرب (Family: Sarcoptidae)، ويبلغ طول الأنثى 0.4 مم، والذكر 0.2 مم، وله أربعة أزواج من الأرجل القصيرة، وينتهي الزوجان الأماميان من الأرجل بتركيب يشبه الممص، والجلد مخطط عرضيًا، وعليه شعر كثير.
 
ينتشر حلم الجرب في معظم بقاع العالم، وقد سجل وجوده في مختلف مناطق المملكة بما في ذلك مدينة عرعر، علمًا بأن هذا الطفيل يصيب الإنسان وعددًا كبيرًا من الحيوانات الثديية بما في ذلك الخيول، والبغال، والجمال، والأغنام، والكلاب، والقطط، والأرانب، ويوجد منه سلالات متعددة يختص كل منها بعائل معين. ويصيب هذا الطفيل الأعضاء المعرضة، مثل: ما بين الأصابع، والمعصم، والذراع الأمامي، والإبطين، والفخذين، وأعضاء التناسل عند الإنسان، كما أنه قد يصيب الرأس، وقمة الرقبة، والأذنين، والظهر، وقاعدة الذيل في الحيوانات. ويتم التزاوج بين الذكر والأنثى على الجلد، ومن ثَمَّ تموت الذكور، وتحفر الإناث في الطبقة السطحية للجلد أنفاقًا دقيقة متشعبة مختلفة الأطوال، ثم تضع فيها البيض، ومن ثَمَّ تموت الإناث أيضًا، ويفقس البيض بعد أسبوع عن يرقات لها ثلاثة أزواج من الأرجل، وتنسلخ لتعطي الحورية، وتنسلخ الحورية لتعطي الحيوانات البالغة، وتتكرر الدورة مرات، ويحتاج الجيل إلى نحو أسبوعين. وتكثر الإصابة شتاء، وتحفر الإناث أنفاقًا أكثر؛ ما يزيد من الشعور بالهرش والحك ليلاً، وينتج من هذا تدرن الجلد وجفافه وتشققه، وتكون قشور عليه، ويصبح سميكًا، وتظهر بثور لونها أحمر عند الإنسان. وتنتقل العدوى بالملامسة والاتصال المباشر بين الأفراد؛ لذا نجد الإصابة أكثر في الأمكنة المزدحمة والفقيرة في المدارس وغيرها، ويتم علاج الإنسان بعمل حمام مائي ساخن وصابون مطهر، وتستعمل فرشاة لفتح الأنفاق، ويمكن معاملتها ببعض المراهم الكبريتية، أما الملابس فتطهر بالغلي، وترش الأمكنة ببعض المبيدات.
 
د - رتبة القراد والحلم:(Order Acarina)
 
تعد أهم الرتب؛ إذ إنها تضم عددًا من الآفات للإنسان، والمحصولات النباتية، وحيوانات المزرعة، ويمتاز الجسم بأنه غير مقسم إلى حلقات؛ إذ تندمج فيه المؤخرة مع المقدمة، ولا توجد قرون استشعار للطور الكامل، وتؤدي القرون الكلابية (Chelicerae) والأرجل الملماسية (Pedipalps) والشفة العليا والسفلى فيها وظيفة أجزاء الفم؛ حيث تكيفت للثقب والمص، أما الأزواج الأربعة الأخرى من الزوائد، فهي أرجل للمشي، وتمر دورة الحياة بأربعة أطوار، وهي: البيض، واليرقة (ذات ثلاثة أزواج من الأرجل)، والحورية (ذات أربعة أزواج من الأرجل)، والحيوان البالغ ذو أربعة أزواج من الأرجل.
 
وقد وصف نحو 800 نوع من القراد ذي الحجم الكبير نسبيًا، منه نوع تغطي جسمه درقة صلبة ظهرية الوضع، وهو القراد الصلب، وسجل منه 13 نوعًا في المملكة العربية السعودية، والذي يغطى جسمه بدرقة ظهرية لينة، يعرف بالقراد اللين، وسجل منه ثلاثة أنواع  .  والقراد طفيلي خارجي؛ إذ يتغذى على الفقاريات المختلفة والإنسان، أما المجموعة الكبرى فتمثل الحلم، وهي حيوانات دقيقة الجسم، وتصعب رؤيتها بالعين المجردة، ولم يتحدد عدد الأنواع والفصائل في المملكة أو في الجزيرة العربية، مع العلم أن ما وصف منها عالميًا يزيد على 38000 نوع، وتهاجم بعضها النباتات، وبعضها الآخر يهاجم الإنسان والحيوان، وأخرى تعيش مترممة أو متطفلة أو مفترسة  
 
1 - قراد الجمل الكبير:(Hyalomma schulzei) 
 
وهو من فصيلة القراد الجامد (Family: Ixodidae)، ويتطفل هذا النوع أساسًا على الجمال، ويوجد في منطقة الحدود الشمالية من المملكة العربية السعودية في طريف وحزم الجلاميد، مع أنه قد تم تسجيل وجوده بنجاح في منطقة القصيم  ،  وهذا النوع محدود الانتشار عالميًا؛ حيث يمتد في شريط ضيق من أفغانستان شرقًا مرورًا بإيران والعراق والمملكة حتى شمال مصر غربًا، وقد وجد أن الأطوار البالغة تهاجم الجمال، وغير البالغة تتغذى على القوارض.
 
2 - حلم جرب الإنسان:(Sarcoptes scabaei) 
 
وهو من فصلية حلم الجرب (Family: Sarcoptidae)، ويبلغ طول الأنثى 0.4 مم، والذكر 0.2 مم، وله أربعة أزواج من الأرجل القصيرة، وينتهي الزوجان الأماميان من الأرجل بتركيب يشبه الممص، والجلد مخطط عرضيًا، وعليه شعر كثير.
 
ينتشر حلم الجرب في معظم بقاع العالم، وقد سجل وجوده في مختلف مناطق المملكة بما في ذلك مدينة عرعر، علمًا بأن هذا الطفيل يصيب الإنسان وعددًا كبيرًا من الحيوانات الثديية بما في ذلك الخيول، والبغال، والجمال، والأغنام، والكلاب، والقطط، والأرانب، ويوجد منه سلالات متعددة يختص كل منها بعائل معين. ويصيب هذا الطفيل الأعضاء المعرضة، مثل: ما بين الأصابع، والمعصم، والذراع الأمامي، والإبطين، والفخذين، وأعضاء التناسل عند الإنسان، كما أنه قد يصيب الرأس، وقمة الرقبة، والأذنين، والظهر، وقاعدة الذيل في الحيوانات. ويتم التزاوج بين الذكر والأنثى على الجلد، ومن ثَمَّ تموت الذكور، وتحفر الإناث في الطبقة السطحية للجلد أنفاقًا دقيقة متشعبة مختلفة الأطوال، ثم تضع فيها البيض، ومن ثَمَّ تموت الإناث أيضًا، ويفقس البيض بعد أسبوع عن يرقات لها ثلاثة أزواج من الأرجل، وتنسلخ لتعطي الحورية، وتنسلخ الحورية لتعطي الحيوانات البالغة، وتتكرر الدورة مرات، ويحتاج الجيل إلى نحو أسبوعين. وتكثر الإصابة شتاء، وتحفر الإناث أنفاقًا أكثر؛ ما يزيد من الشعور بالهرش والحك ليلاً، وينتج من هذا تدرن الجلد وجفافه وتشققه، وتكون قشور عليه، ويصبح سميكًا، وتظهر بثور لونها أحمر عند الإنسان. وتنتقل العدوى بالملامسة والاتصال المباشر بين الأفراد؛ لذا نجد الإصابة أكثر في الأمكنة المزدحمة والفقيرة في المدارس وغيرها، ويتم علاج الإنسان بعمل حمام مائي ساخن وصابون مطهر، وتستعمل فرشاة لفتح الأنفاق، ويمكن معاملتها ببعض المراهم الكبريتية، أما الملابس فتطهر بالغلي، وترش الأمكنة ببعض المبيدات.
 
 
شارك المقالة:
170 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook