من أجمل الصفات التي يمكن للمرء أن يتحلى بها هي الوفاء، فالوفاء من شيم الكرام ودليل على صدق المرء، فما أجمل أن يسود الوفاء بين البشر ونبعد رياح الضغينة والحقد والحسد، ويصبح الناس في ألفة ومحبة، فقد أحضرنا لكم باقة من أجمل ما قيل من كلمات عن الوفاء.
قصيدة أَجَابَ الشَعْرُ حِينَ دَعَا الوَفَاءُ للشاعر خليل مطران، هو شاعر وأديب لبناني ولد في مدينة بلعبك في لبنان عام 1871م، وتوفي عام 1949م، وقد عمل بتحرير جريدة الأهرام المصرية بضع سنين، وبعدها أنشأ المجلة المصرية، وبعدها جريدة الجوائب المصرية اليومية، ومن صفات الشاعر خليل مطران أنه كان رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً، له (ديوان شعر -ط ) مكون من أربعة أجزاء.
أَجَابَ الشَعْرُ حِينَ دَعَا الوَفَاءُ
فَإِنْ يَعْجَزْ بَيَانِي حَيْثُ فَنِّي
نَجِيبٌ وَهْوَ مَا هُوَ فِي وَدَادِي
أَحَقُّ فَتَىً بِمَا تَصِفُ القَوَافِي
لأَحْمَدِ فِي المَفَاخِرِ كُلِّ بِكْرٍ
سَرِيٌّ مِنْ سُرَاةٍ حُبَّ فِيهِ
أَدِيبُ يُبْرِزُ المَعْنَى مُصَفًّى
خَطِيبٌ تَنْهَلُ الأَسْمَاعُ مِنْهُ
وَلِيُّ مَنَاصِبٍ لَمْ تُنْسَ فِيهَا
وَزِيرٌ لَمْ تُرَنِّحْهُ المَعَالِي
أَدَارَ وَزَارَتَيْهِ فَلَمْ تَفِتْهُ مَعِ
وَأَشْهَدُ مَكْبِريهِ كَيْفَ تُؤْتَى
إِذَا مَا ازْدَادَ مَجْداً زَادَ لُطُفاً
تَوَاضُعُ مَنْ عَلاَ فِي النَّاسِ أَحْجَى
مَتَى تَسَلِ المَعَارِفَ عَنْهُ يُنْبِيءُ
مَدَارِسُ أُصْلِحَتْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ
فُنُونُ ثَقَافَةٍ رُعِيَتْ وَصِينَتْ
بَرَامِجُ قُوِّمَتْ مِنْ حَيْثُ آوَتْ
مَتَى تَسَلِ التِّجَارَةَ عَنْهُ تَعْلَمْ
وَمَا سَيَكُونُ مِنْهَا حَظُّ مِصْرٍ
مَتَى تَسَلِ الصِّناعَةَ تَدْرِ أَنِّي
وَهَيِّأَ فِي الحِمَى عَيْشاً رَغِيداً
يُعِيدُ إِليَّ هَذَا اليومُ ذِكْرَى
ذَخِيرةُ مَصْرَ جَامِعَةُ حَقِيقٍ
تَجَنَّى حَادِثٌ جَلَلٌ عَلَيْهَا
صُروحٌ لَمْ تَكَدْ تَعْلُو ذُرَاهَا
تَغَلْغَلَ فِي حَنَايَاهَا التَّنَابِي
وَيَدْعُو العِلْمُ صُونُوهَا تَصُنْكُمْ
إلى أَنْ عَالَجَ الفَتْحَ المُرَجَّى
إِذَا اسْتَعْصَى مُرَامٌ لُجَّ فِيهِ
فَظَلَّ مُكَافِحاً حَتَّى وَقَاهَا
بَنَى اسْتِقْلاَلَهَا سُوراً مَنِيعاً
وَلَمْ يَكْرِثْهُ مَا لاَقَاهُ فِيهَا
فَتَى الفِتْيَانِ إِقْدَاماً وَعِلْماً
إِذَا أُكْرِمْتَ وَالحَفَلاَتُ شَتَّى
قصيدة تبعات الوفاء للشاعر محمد الماغوط، هو شاعر وأديب سوري ولد في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية عام 1934م، ويعتبر الشاعر محمد المغاوط من رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، ومن دواوينه الشعرية: غرفة بملايين الجدران، والفرح ليس مهنتي، وحزن في ضوء القمر، وله العديد من المسرحيات التي أثرت الأدب العربي منها: ضيعة تشرين، والعصفور الأحدب، وكاسك يا وطن، وخارج السرب.
كلما أنهيت دفتراً وفتحت آخر
أرتبك كأنني أنتقل من فصل إلى فصل
أو من منزل إلى منزل
أو من بلد إلى بلد
وبصقت على التماثيل الراسخة
والمدافع المصوّبة
والطلقات المحكمة
والعضلات المفتولة
والريح العاصفة
والإقدام
والشجاعة
والالتزام
وتعاليم البقاء والفناء.
على ارتفاع الأسعار
وسوء الطالع
والأدوية الفاسدة
على فوضى المرور والهبوط والإقلاع
ولم أفعل ذلك مع أية قصيدة
حتى لو كانت فاشلة!
في ليالي البرد
والجوع
والقهر
والذلّ
والإدمان
والإهمال
والمطاردات
في الأقبية والملاجئ
وفي المقابر والحاويات
من وقف إلى جانبي
غير: الشعر؟
ولذلك لن أتخلى عنه
مهما كانت صحبته مملة ومضنية ومقرفة.
أبـحـرتُ في عـالـم ِالحــبِ أبــحـثُ عـن دواء
فوجدتُ جرحاً نازفاً في كل ِقلبٍ ذي سخاء
تبادلُ المحبوبَ حباً خالصاً ليسَ ينقصهُ الوفاء
وتكتبُ فيه النثرَ والشعرَ بقافيةٍ على بحر الحداء
تعيشُ على آمالٍ ومُنا وأحلام يُخالجها الحياء
تبيتُ في شوقٍ لرؤيتهِ قريباً إذا ما حان اللقاء نداء
ويـُخالُ لها بدراً يعانقها إذا ماشع نورٌ في السماء
ترجى الوفاءَ وتريدُ منهُ العـيشَ دومـاً فـي رخـاء
إن الصبر لله غناء..
والصبر بالله بقاء..
والصبر مع الله وفاء..
والصبر عن الله جفاء..
ثائر اليوم هو طاغية الغد .. إننا ندرك أنه ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينوي التخلي عنها .. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية، فالمرء لا يقيم حكماً استبدادياً لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي .. إن الهدف من الاضطهاد هو الاضطهاد، والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة، فلا وفاء للطاغية إلا للحكم والسلطة، هل بدأت تفهم ما أقول الآن؟.
تسأليني يا لبنى لما صار الحزن رفيقي! يا حبيبتي نحن نصير أكثر بؤسًا كلما قابلنا وجوهاً كالملائكة تخفي الشياطين بداخلها، الخداع في مدينتنا يا لبنى صار أسلوب حياة، الأصدقاء يخدعوننا ويتظاهرون بالوفاء، ونحن نخدع أنفسنا أحياناً باسم الحب .. صدقيني يا لبنى لم يعد هناك شيء مجدي .. فتوهمي البرد واتخذيني معطفًا لكي.
أنا لست ليبرالياً ولا محافظاً، لست وسطياً، ولا راهباً ولا حريصاً على الاختلاف، أريد أن أكون فناناً حراً ولا شيء آخر، وأندم على أن الله لم يعطني القوة لكي أكون كذلك، أكره الكذب والعنف بكافة أشكالهما، وأُكِنُّ بُغضًا شديدًا للرياء، والغباء، ولأي حكم متعسف ليس فقط في بيوت السادة ومراكز البوليس، فأنا أجد ذلك في العلوم والأدب، وفي الجيل الجديد؛ لهذا السبب ليس لديّ ولعٌ برجال البوليس والجزارين والعلماء والكتاب ولا الجيل الجديد، قدس الأقداس بالنسبة لي هو الجسد البشري والصحة والذكاء والموهبة والإلهام والوفاء والحب والحرية المطلقة والتحرر من العنف والكذب، ولا يهم أيّ شكل يتخذه هذا التحرر، سيكون ذلك البرنامج الذي ألزم نفسي به لو تمنيت أن أكون فنانًا عظيمًا.