إنّ للصحابة -رضي الله عنهم- فضلاً كبيراً على الأمة، فهم الذين نقلوا سنة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهم خير أمةٍ أُخرجت للناس، وقد ثبت ذلك بتزكية الله -تعالى- لهم، وتزكية رسوله، حيث قال الله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)، ومن الأدلة القرآنية على فضل الصحابة أيضاً قول الله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّـهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)، حيث فسّر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ المقصودين بهذه الآية أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن الأدلّة على فضل الصحابة -رضي الله عنهم- في السنة النبوية ما أوصى به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيدِه لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدِهم، ولا نصيفَه)، وقد فضّل النبي -عليه الصلاة والسلام- نفقتهم على غيرهم؛ لأنّهم أدّوها رغم ضيق حالهم، وفي سبيل نُصرة دينهم.
الصحابيات المجاهدات
ضربت الصحابيات أروع الأمثلة في الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى، حيث كان من صور جهادهن الثبات على الإسلام في مكّة، والصبر على العذاب والاضطهاد، وفَقْد الأزواج، والأبناء، والأخوة في سبيل الله تعالى، بل إنّ من الصحابيات من كانت تشارك في غزوات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيمرضن الجرحى، ويسقين العطشى، ويقمن بإعداد الطعام للمجاهدين، وفيما يأتي ذكر بعض الصحابيات المجاهدات:
الصحابيات المهاجرات
كانت الهجرة إلى الحبشة، ثمّ إلى المدينة المنورة، نتيجةً لمّا تعرض له المسلمون من اضطهادٍ، وتعذيبٍ في مكة، حيث إنّهم حُرموا من أداء شعائرهم التعبدية، ومنعوا من حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وكان من ضمن المهاجرين عدد من الصحابيات الجليلات، وفيما يأتي ذكرهن:
موسوعة موضوع