ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم العديد من أسماء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان من بينها اسم أحمد الذي ورد في غير موضعٍ في القرآن الكريم، فقال الله -تعالى- على لسان نبيّه عيسى عليه السلام: (مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)، ولقد ذُكر اسم أحمد في التوراة والإنجيل، وهو من نفس جذر اسم محمّد فكلاهما ينتهيان إلى معنى الحمد، والمتّصف بهذه الصفة يحمل معاني وخصال الخير كُلّه، ويُؤكّد النبيّ بحديثٍ يرويه البخاريّ أنّ هذين الاسمين وغيرهما أنّه المراد بهما عند ذكرهما في القرآن الكريم، حيث قال: (إنَّ لي أسْماءً، أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحْمَدُ).
لم يطلق اسمٌ على النبيّ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- على سبيل اللفظ وحسب، بل إنّ كُلّ اسمٍ ذكره العلماء للنبيّ -عليه السلام- حمل معنىً عميقاً، وصفةً من صفات الكمال له، يقول ابن القيّم -رحمه الله-: "وكُلّها نعوتٌ ليست أعلاماً محضةً لمجرد التعريف، بل أسماءً مشتقّةً من صفاتٍ قائمةٍ به، توجب له المدح والكمال"، وأمّا ما يعنيه اسم أحمد فإنّ اشتقاقه واضحٌ أنّه من الحمد، والحمد هو الثناء على أمرٍ ما لفضيلته، وملخّص الحديث باشتقاقه أنّ أحمد هو أفضل الحامدين والشاكرين من البشر لربّه -عزّ وجلّ- على فضله ونعمه، حيث يكون بهذه الصفة قد بلغ أعلى درجات الحمد والثناء على الله سبحانه.
ذكر العلماء أنّ للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأسماء التي كما سلف الذكر أنّها نعوتٌ وصفاتٌ له، يُذكر منها:
موسوعة موضوع