لقد بدأت تظهر علامات كثيرةٌ للساعة من ما هي صغرى ومنها ما هي متوسطة ومنها لم يظهر بعد، ومن علامات الساعة التي سنتطرق لها هي: تشببّ المشيخة وكثرةُ الشحّ وكثرة التجارة وكثرة وقوع الزلازل المفاجئةِ.
عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” يكون قومٌ يَخضبون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة”. مسند الإمام أحمد. فإن ما جاء في هذا الحديث واقعٌ في هذا الزمن، فإنه انتشر بين الرجال صبغُ لِحاهم ورؤوسهم بالسواد. والذي يتضح هنا والله أعلم، أن قوله عليه الصلاة والسلام” كحواصل الحمام تشبيهٌ لحال بعض المسلمين في هذا العصر، فتجدهم يصنعون بلحاهم كهيئة حواصل الحمام، يحلقون عوارضهم، ويدعون ما على أذقانهم من الشعر، ثم يَصبغونه بالسواد، فيغدو كحواصل الحمام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال:” من أشراط الساعة أن يظهر الشحُّ” رواه الطبراني. والشحُ هو أشد أنواع البخل، وهو أبلغ في المنع من البخل، وقيل على معنى البُخل مع الحرص الزائد.
والشحّ خلقٌ مذموم، فقد نهى عنه الإسلام، وبيّن أنّ من وُقيَ شحّ نفسه، فإنه قد فاز وأفلح، كما في قوله جلّ وعلى:”وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” الحشر:9 – و التغابن:16.