من أول فدائي في الإسلام

الكاتب: علا حسن -
 من أول فدائي في الإسلام.

 من أول فدائي في الإسلام.

 

الصحابة رضي الله عنهم

يُعرف الصحابي بأنّه من لقي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مؤمناً به، ومات على الإسلام، وفي الحقيقة إنّ الصحابة -رضي الله عنهم- قد نالوا شرف صُحبة النبي عليه الصلاة والسلام، وبركة رؤيته، إذ إنّ لمشاهدة نور النبوة قوةٌ تجري في قلب المؤمن فتنعكس على جوارحه بركةً وطاعةً طيلة حياته، مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (طوبى لِمَن رآني وآمَن بي وطوبى ثمَّ طوبى لِمَن آمَن بي ولَمْ يَرَني)فقد أثنى الله تعالى على الصحابة رضي الله عنهم، حيث قال الله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)

شجاعة علي بن أبي طالب وقوته

كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مثالاً يُقتدى به في القوة والشجّاعة، ومن أبرز مواقفه البطولية التي سجّلها التاريخ، كان في معركة الخندق عندما حاصر المشركون المسلمين في المدينة، وتحصّن المسلمون في الخندق، فلم يحصل اشتباك بين الجيشن إلّا بالتراشق بالنبل، فقرّر حينها مجموعةٌ من فرسان قريش اجتياز الخندق، وكان من بينهم فارسٌ ضخم الجثة اسمه عمرو بن عبد ودّ، وبالفعل نجحوا باجتيازه، ونادى عمرو بن عبد ودّ بالمسلمين هل من مبارزٍ، فلم يجبه أحد، ثمّ أعاد السؤال فلم يخرج أحدٌ، فطلب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من رسول الله السماح له بقتال ذلك العُلج، فحذّره رسول الله منه، ولكنّ علياً أصرّ فسمح الرسول له، ولمّا خرج عليٌ -كرّم الله وجهه- للمبارزة، قال له عمرو: (ارجع يا ابن أخي فإنّ من أعمامك من هو أسنّ منك، فإنّي أكره أن أُهرق دمك)، فردّ عليه عليٌ -رضي الله عنه- قائلاً: (ولكنّي والله لا أكره أن أُهرق دمك)، فغضب الرجل ونزل للقتال شاهراً سيفه، فتلقّاه عليٌ -رضي الله عنه- بضربةٍ قويةٍ هزّت أركانه، ودار بينهما قتلٌ عنيفٌ، وارتفع صوت صليل السيوف، وغطّى الغبار ساحة القتال، وما هي إلّا دقائقٌ حتى انجلى الغبار، وإذ بعليٍ -كرّم الله وجهه- واقفاً على صدر عمرو بن عبد ود وقد حزّ رأسه، وسيفه يقطر من دماً، فلمّا رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المشهد كبّر الله من شدّة الفرح، وانطلقت صيحات المسلمين بالتكبير، وولّى الذين اجتازوا الخندق برفقة عمرو بن عبد ود هاربين لمّا شاهدوا ما حلّ بابن ودّ.

شارك المقالة:
275 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook