من أي الدواب دابة الأرض

الكاتب: علا حسن -
من أي الدواب دابة الأرض.

من أي الدواب دابة الأرض.

 

من أي الدواب دابة الأرض:
 

اختلف الأقوال في تعيين دابّة الأرض، وإليك بعض ما قاله العلماء في ذلك:


الأول: قال القرطبي: أول الأقوال أنها فصيل ناقة صالح، وهو أصحها. واستشهد لهذا القول بما رواه أبو داود الطيالسي عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلم الدّابة، فذكر الحديث، وفيه: لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام. وموضع الشاهد قوله: ترغو والرغاء إنما هو للإبل، وذلك؛ أن الفصيل لما قُتلت الناقة هرب، فانفتح له حجر، فدخل في جوفه، ثم انطبق عليه، فهو فيه حتى يخرج بإذن الله عزّ وجل.


الثاني: أنها الجسّاسة المذكورة في حديث تميم الداري رضي الله عنه في قصة الدّجال. وهذا القول منسوبٌ إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وليس في حديث تميم ما يدلّ على أن الجساسة هي الدابة التي تخرج آخر الزمان، وإنما الذي جاء فيه أنه لقي دابّة أهلب كثيرة الشعر، فسألها: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. وسُميت بالجساسة؛ لأنها تجسُ الأخيار للدّجال. وأيضاً، فما جاء في شأن الدّابّة التي نتحدث عنها من تعنيف الناس وتوبيخهم على كفرهم بآيات الله تعالى يُبيّن أنها غير الجساسة التي تنقل الأخبار للدّجال.


الثالث: أنها الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة. وهذا القول نسبهُ القرطبي، إلى ابن عباس رضي الله عنهما، مأخوذاً من كتاب النقاش، ولم يذكر له مستنداً في ذلك، وذكره الشوكاني في تفسيره.


الرابع: أن الدّابة إنسانٌ متكلّم يناظر أهل البدع والكفر، ويُجادلهم لِينقطعوا فيهلك من هلك عن بيّنةٍ، ويحيا من حيّ عن بينة. وهذا القول ذكرهُ القرطبي، وردّه بأن الدّابة لو كانت إنساناً يناظرُ المبتدعةِ، لم تكن الدّابّة آية خارقةً وعلامةً من علامات الساعة العشر. وأيضاً فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي على أهل الأرض أن يسموهُ باسم الإنسان أو العالم أو الإمام إلى أن يُسمّى بالدّابةِ، وهذا خروجٌ من عادة الفصحاء، وعن تعظيم العلماء.
 

شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook