اقتضت حكمة الله تعالى وسعة رحمته أن لا يحاسب الإنسان على أعماله حتى يبلغ سن الاحتلام، والسن الذي يتحدد عنده بلوغ الإنسان سن الخامسة عشر، أو أن تظهر عليه علامات البلوغ ومن هذه العلامات إنزال المني، وظهور شعر العانة، ونزول الحيض عند النساء، وأما قبل هذا السن وهذه العلامات فلا يحاسب الله تعالى العباد على ذنوبهم وأعمالهم، وإنما تكون مؤاخذتهم عليها تربية وتأديباً فقط، فالإنسان مهما ارتكب من الذنوب والمعاصي قبل البلوغ فإنَّه لا يحاسب عليها ولا يرتبط بها العذاب أو الوعيد، وذلك أنَّ الحساب يكون بسبب التكليف، والإنسان قبل البلوغ يكون غير مكلَّف بالأوامر والنواهي الشرعية عند جمهور أهل العلم.
يعتبر البلوغ شرطاً للتكليف ويدل على ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر) وفي الحديث الآخر في شأن العبادات قبل البلوغ قوله عليه الصلاة والسلام: (أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى