وُلِد العلّامة، والإمام، والفقيه زين الدين بن إبراهيم بن محمد، والذي يُكنَّى بابن نجيم الحنفيّ في مدينة القاهرة في عام 926 هجريّة، وتعلَّم الفقه، وأصول الدين إلى أن أصبح قُدوة الفُقَهاء الأجلّاء، وإماماً عالِماً بأمور الدين، وعامِلاً بها، وقد كان محظوظاً -بكَرم الله- أن آتاه أخلاق الأولياء، والصالحين، فلم يتوقَّف عن طلب العِلم، وتدريسه إلى أن تُوفِّي، وقد قال ابنه إنّه تُوفِّي سنة 970هـ، بينما أورد الكثيرون إنّه تُوفِّي في يوم الأربعاء الموافق الثامن من شهر رجب من عام 969 هجريّة.
نشأ ابن نجيم، وترعرعَ في أحضان مدينة القاهرة، حيث بدأت حياته العلميّة في حفظ القرآن الكريم في الكتاتيب، وحلقات التعليم، وتعلُّم مبادئ علوم اللغة العربيّة في مدارس القاهرة، كما أبدى اهتماماً واضحاً بدراسة الفِقه الحنفيّ؛ فتتلمذَ على يد كبار شيوخه، وعُلمائه، أمثال: الشيخ قاسم بن قطلوبغا، والشيخ أمين الدين الحنفيّ، والشيخ شهاب الدين الشلبيّ، والشيخ شرف الدين البلقينيّ، وغيرهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ ابن نجيم تمكَّن من إتقان مسائل المذهب الحنفيّ، وأصوله؛ فأخذ الإجازة من شيوخه في الإفتاء، والتدريس، وبدأ بإعطاء الدروس للتلاميذ، وطُلّاب العِلم، ومنهم: أخوه سراج الدين، وسبط ابن أبي شريف المقدسيّ (محمد العلميّ)، ومحمد الغزى على الرغم من قلّة تلاميذه؛ نظراً لأنّه كان مُنشغِلاً بالتأليف، كما أنّ وفاته في سِنٍّ مُبكِّرة تسبَّبت في قلّة تلاميذه.
وضع الإمام، والعلّامة ابن نجيم قبل وفاته عدداً كبيراً من المُؤلَّفات، وفيما يلي ذِكر لأهمّها: