يعرف الصحابي بأنه الذي لقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وآمن به، ومات على الإيمان، نظراً إلى فضل الصحبة، ومنزلة النبي، فرؤية النبي لها مكانة خاصة، فمن يراه يكون طائعاً مستقيماً على نهجه، فرؤية الصالحين من العباد لها الآثار الإيجابية العديدة، وللصحابة فضلاً كبيراً ونزلة خاصة عند الله تعالى، حيث أثنى عليهم في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى على أصحابه
أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على الصحابي عمار بن ياسر رضي الله هنه لقب الطيب المطيب، ودليل ذلك ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: (أَنَّ عمَّارًا استأذن على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال الطَّيِّبُ المُطيَّبُ ائذنْ له وفيما يأتي بيان جانبٍ من حياة الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه:
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك المذحجي العنسي، ويكنّى بأبي اليقظان، ومن صفاته الخلقية التي كان يتّصف بها أنه كان طويلاً مضطرباً، أشهل العينين، عريض المنكبين، شعره أبيض لا يغيّره، وقيل إنه كان أصلعاً مع وجود الشعر في مقدمة رأسه، وتجدر الإشارة إلى أنه من السابقين الأولين إلى الإسلام مع امه وأبيه، وأمه هي سمية التي تعدّ أول من نال الشهادة في سبيل الله سبحانه، كما أن عمار بن ياسر كان حليفاً لبني مخزوم، وكان أيضاً من المهاجرين إلى المدينة المنورة، وشهد من الغزوات بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان أيضاً، وقال الواقدي وغيره من العلماء في نسب عمار: (إنّ ياسراً والد عمار عرني قحطاني مذحجي من عنس إلا أنّ ابنه عماراً مولى لبني مخزوم لأنّ أباه ياسراً تزوّج أمة لبعض بني مخزوم فولدت له عماراً)، والسبب وراء قدوم ياسر والد عمار إلى مكة يعود إلى أنه قدم إلى مكة مع أخويه الحارث ومالك باحثين عن أخٍ رابعٍ لهم، فرجع كل من الحارث ومالك إلى اليمن، وبقي ياسر في مكة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوّج من أمةٍ له اسمها سمية، فولدت منه عمار، فأعتقه ابن المغيرة.
اختلف أهل العلم في قاتل عمار بن ياسر، فقيل إنه أبو الغادية المزني، وقيل أيضاً أن الجهني طعنه، فوقع عمار على الأرض، ليطعنه آخراً في رأسه، ثمّ اختص الطاعنان في قتله، كلاهما يريد ذلك، وكان ذلك في السنة السابعة والثلاثين من الهجرة، ودفنه علياً في ثيابه عملاً بوصيته، دون أن يغسّله.