السيدة مريم عبد الملك الصالح هي أول معلمة كويتية، والتي ولدت في شهر أكتوبر سنة 1926م، في منطقة يطلق عليها فريج السبت أو فريج الزنطة، وقد بدأت المعلمة التعليم لدى المطوعة نورة اليحيى، والتي كانت البدايات لها في حفظ القرآن وكانت تبلغ الخامسة من عمرها، وقد ختمه في ستة أشهر، ومن ثم ذهبت مريم الى مدرسة تم افتتاحها من قبل الاستاذ عمر عاصم الأزميري، وقد تعلمت مبادئ الحساب، وأيضا الحياكة والتطريز، وقد علمها أباها قواعد النحو والفقه والجغرافيا والتاريخ والعلوم.
قامت دولة الكويت بإنشاء وافتتاح أول مدرسة نظامية في البلاد وذلك لتعليم الفتيات، والتي أطلق عليها اسم المدرسة الوسطى الأميرية وهو في سنة 1938م، ووقتها أصبحت السيدة مريم عبد الملك الصالح أول مدرسة قد حملت مسيرة التعليم في دولة الكويت، حيث علمت الفتيات في المرحلة التمهيدية، وقد لقبت المرحلة بمرحلة البستان، وقد عملت مريم في المدرسة لعشرة سنوات، ومن ثم تم تعيينها ناظرة لمدرسة الزهراء، وكانت أول ناظرة لمدرسة في الكويت.
بالإضافة لعمل مريم الصالح كناظرة للمدرسة، تولت الكثير من المهام الأخرى ومنها الوكيلة والأمينة على المخزن والسكرتيرة، وأيضا كانت تدرس اثنى عشر حصة في كل اسبوع، وبالرغم من العديد المهام التي أوكلت اليها في ذلك الوقت، الا أنها كانت تعمل على أكمل وجه ولم تشتكي وكانت سعيدة بعملها.
ولكن عندما تزوجت المعلمة مريم وأنجبت أطفال في ذلك الوقت، طالبت إدارة المعارف من الاعفاء لمنصب الناظرة، ورجوعها كمعلمة تدريس مرة ثانية، وذلك لتستطيع المغادرة في وقت فراغها، ورعاية المنزل والأطفال وأمورها الزوجية، وقد تم القبول لطلبها من ادارة المعارف الكويتية، وبعد مدة الزمن قد عملت في وزارة التعليم، وبمنصب موظفة في شؤون الطلبة، بحيث يكون مجمل مسيرة التعليم لمريم الصالح هي الخامسة والعشرون عام، وقد عملت في الوزارة مدة خمسة عشر عام، وفي سنة 1982 تقاعدت عن العمل، وتم فتح مدرسة خاصة بها، والتي أشرفت على التعليم فيها.
العربية
