من سلبيات متابعة بعض السنابات

الكاتب: المدير -
من سلبيات متابعة بعض السنابات
"من سلبيات متابعة بعض السنابات




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد سألني سائلٌ عن التصرف السليم مع خطيبته المولعة بمتابعة سنابات التافهين، فكتبت له ما يلي:

أولًا: إن كانت خطيبتك مرضية دينًا وخلقًا فاحتفظ بها وناصحها برفق فيما ترى عدم مناسبته مبينًا لها أضراره المستقبلية.

 

ثانيًا: بين لها بوضوح أنك لا ترضى أبدًا بدخولها على صفحات التافهين وأنك ستمنعها من ذلك بشكل قاطع بعد الزواج.

 

ثالثا: أوافقك في تخوفك عليها من متابعات السنابات غير اللائقة؛ لأن هذه السنابات بعضها يدل على المنكرات أو على التخفف من تعظيم شعائر الله عز وجل والله عز وجل يقول: ? ذَ?لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ? [الحج: 32]، فالمتابعة لهؤلاء قد يضعف قدر العبادات خاصة الصلاة في قلبها، وكذلك قد يضعف تعظيم حرمات الله والله عز وجل يقول: ? ذَ?لِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ? [الحج: 30].

 

فيضعف في القلب تعظيم حرمات الله ويؤدي ذلك للتساهل بمقارفة بعض الأمور المُحرمة مثل التبرج والعقوق والإسراف ... إلى آخره.

 

رابعًا: وأخفها ضررًا تعليق الناس وخاصة النساء بالمظاهر الدنيوية الجوفاء باهظة الأثمان من سفريات وأثاث ومأكولات وموضات الملابس... إلى آخره، حيث يبثون لذلك دعايات مدفوعة الثمن فيقبضون الثمن غاليًا ويتركون المتابعة إما أن تُرِهق زوجها بشراء هذه البضائع المُكلفة، أو تبقى تندب حضها العاثر لعدم قدرت زوجها على شرائها فتبقى ساخطة متضجرة.

 

والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بوصية عظيمة تمنع من ذلك كله، حيث قال: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ متفقٌ عَلَيْهِ)، وهذا لفظ مسلمٍ.

 

وفي رواية البخاري: (إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ فلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْه).

 

وعنه رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: تَعِسَ عبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالقَطيفَةِ وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ رواه البخاري.

 

خامسًا: المشكلة المُزعجة حقًا هي أن قلب المتابعة يظل أسيرًا لزخرف الحياة وغير مقتنع بما رزقه الله ومحتقرًا لما حباه الله من النِعم وفي هذا إزعاج شديد للزوج بكثرة الطلبات والتكاليف المادية وعدم الرضى بالمُتيسر.

سادسًا: ومن أخطر سلبيات متابعة صفحات هؤلاء قسوة القلوب لتعلقها الشديد بزهرة الدنيا ونسيانها تعظيم ما خُلقت من أجله وهو تحقيق طاعة الله سبحانه بإخلاص العبادة له عز وجل لقوله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

فتذبل روح العبادات أو تموت وتُصبح حركات ينقصها التعظيم ولا تنهى عن الفحشاء والمنكر المذكورة في قوله سبحانه: ? اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ? إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى? عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ? وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ? وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ? [العنكبوت: 45].

 

سابعًا: وينتج خطر آخر يلحظ على بعض المعجبين بهؤلاء وهو التعلق الشديد بحطام الدنيا والغفلة الشديدة عن الموت وما بعده وعن الحساب والجزاء فينتج عن ذلك تقصير أو تفريط في حقوق الله عز وجل أولًا ثم في حقوق الغير من والوالدين وزوج وذرية وغيرهم.

 

ثامنًا: ناصح خطيبتك بما سبق ذكره لك فإن لمست تفهمًا وقبولًا ولو مبدئيًا فالحمد لله، وإن وجدت عنادًا واحتقارًا لنصائحك فلعلك تُعيد دراسة موضوعك والاستخارة فيه والله سبحانه سيدلك على ما فيه الخير لكما حفظكما الله ورزقكما القناعة وأعاذكما من الفتن، وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاه.


"
شارك المقالة:
31 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook