هم عدد من الفتية الذي آمنوا بالله تعالى، فهداهم إلى طريق الرشاد، ولكن قومهم كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويؤذون كلّ من لا يعبدونها، فخاف هؤلاء الفتية الفتنة، فخرجوا من القرية وتوجهوا إلى الكهف، واصطحبوا معهم كلبهم، وحدثت هناك المعجزة الإلهية، بأن جعلهم الله تعالوا ينامون، واستمروا على ذلك مدة قدرها ثلاث مئة سنة وتسعًا، ثم بعثهم الله بعد هذه السنوات فاستيقظوا من سباتهم، ولكنهم لم يدركوا كم لبثوا في الكهف، وحين عادوا إلى القرية كان الملك الظالم قد هلك، وأتى رجل صالح مكانه، وآمن أهل القرية، واستيقنت قلوبهم بعد أن رأوا قدرة الله على إحياء الموتى، ثم أخذ الله سبحانه أرواح الفتية.
بشّر الله سبحانه مريم بنت عمران، وهي امرأة تقية عابدة، بواسطة جبريل عليه السلام، أنه سيهب لها غلامًا، وأخبرها بتشريفه وتأييده بالمعجزات، والله سبحانه يخلق ما يشاء كيفما يشاء، فقد خلق عيسى عليه السلام بلا أب، وقد وردت كيفية ولادته في القرآن الكريم ببيان شافٍ، وقد نفخ جبريل في درع مريم بعد أن استلمت لقضاء الله، وساق إليها الله سبحانه الطعام والشراب، أمرها بعدم الكلام مع أحد، وبعد أن وضعت عيسى وأتت بها قومه، استنكروا ذلك واستعظموه، فأشارت إلى مولودها فأخبرهم وأجابهم أنه عبد الله ونبيه