من علامات الساعة الصغرى أن تلد الأمة ربتها

الكاتب: علا حسن -
من علامات الساعة الصغرى أن تلد الأمة ربتها.

من علامات الساعة الصغرى أن تلد الأمة ربتها.

 

أن تلد الأمة ربتها:
 

أن تلدُ الأمةُ ربتها: رّبّتها أي سيدتها، وفي لفظٍ آخر، يعني ربّها، ومعنى هذا أنها تكثرُ الإماء والسراري، فإذا حملت من سيدها وهو مالكها؛ فإن المولودة البنتُ تكون سيدةً ربّةً، والمولودُ الذكر يكون رباً لها، أيّ سيداً لها، وهذا معنى التعريف. يعني تكثر السراري، ويكثرُ الإماءُ، والناس يكثرُ تَسريهم بسبب كثرة الجهاد وكثرة الغنائم، فتكثرُ السراري بين الناس، والسيد يطأُ أمتهُ؛ لأنها ملكهُ ولأنها مباحةٌ له، كما قال تعالى:“وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ-إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ” المؤمنون:5-6.

أهم بعض المعاني لكلمة أن تلد الأمة ربتها:
 

لقد ذكر علماء العقيدة وشرح الحديث عدّة معانٍ يمكن تلخيصها فيما يلي:
 

  • وهو ما أشار إليه الخطابي والنووي وغيرهم، وهو أن المقصود من هذه الكلمة هي اتساع رقعة الإسلام، واستيلاءُ أهله على بلاد الشرك وسبيّ ذراريهم، فإذا امتلك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربّها أي مالكها؛ لأنه ولد سيّدها، وملك الأب راجع في التقدير إلى الولد.
     
  • أنّ يبيع السادةُ أمهات أولادهم، وهذا ما يكثر في هذه الأيام، فيتداولُ الملاك المستولدة وذلك من أجل أن يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، فعلى ذلك فإن الذي يكون من الأشراط، هم غلبة الجهل الذين قاموا بتحريم بيع أمهات الأولاد أو التساهل بالأحكام الشرعية.
     
  • أنّ تلدُ الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أم ولد، ثم يكون ولدّها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة أمثالٍ معروفة، مثل وطء الشبهة، ونِكاح الرقيق، أو الإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد هذا كله تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيادي حتى يشتريها واحدٌ من أبنائها الذي كان حرّاً من قبلها، فتحقق صورة أن الأمةَ قد ولدت سيّدها أو سيّدتها.
     
  • أن تلدُ الأمة ولداً يُعتقُ بعدها، ومن ثم يُصبح هذا الولد ملكاً من الملوك، فتصبح الأم هنا جملة الرعية، والملكُ سيداً لرعيته، هذا كان قول إبراهيم الحربي، وقد وضحه بأن الرؤساء في الشق الأول كانوا يستنكفون غالباً من وطء الإماء، ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر بعد ذلك.
     
  • أيضاً أن تلدُ الأمة زوجها، ودليل ذلك هو: إن السبي إذا كثر فقد يُسبى الولد أولاً وهو صغير، وبعد ذلك يُعتقُ ويكبر ويصيرُ رئيساً، لا بل ملكاً، ثم بعد ذلك تُسبى أمهُ فيما بعد، فيشتريهَا وهو لا يعرف بأنها أُمهُ، فيَستخدمها أو يتخذها موطوءةً، أو أن يعتقها ويتزوجها، من غير أن يعلم بأنها أمهُ، وقد تعقّب هذا القول بأن المراد بالبعل: المالك وهو أولى لتتفق الروايات، وأن اللغة تشهد بصحة الإطلاق، فإنهم يذكرون أن بعض العرب قد ضلّت ناقتهُ، فجعل ينادي بالناسِ: من رأى ناقةً أنا بعلُها، بمعنى أنني أنا صاحبها وأنا أملكها.
شارك المقالة:
320 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook