من علامات الساعة الصغرى – تسليم الخاصة

الكاتب: علا حسن -
من علامات الساعة الصغرى – تسليم الخاصة.

من علامات الساعة الصغرى – تسليم الخاصة.

 

من علامات الساعة الصغرى – تسليم الخاصة:
 

أولاً: عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنّ من أشراط الساعة أنّ يُسلم الرّجل على الرّجل لا يُسلم عليه إلا للمعرفة” أخرجه أحمد في مسند المكثرين.

شرح الأحاديث التالية:


لكي يتم فهم المراد من هذه العلامة لا بدّ من بيان طبيعة العلاقة بين المسلمين أو طبيعة الهدي النبوي في تمتين العلاقة بين المسلمين، ودلالات هذه العلامة على مخالفة هذا الهدي، وذلك في النقاط الثلاثة:


1. هدي النبي عليه الصلاة والسلام في تمتين العلاقة بين الأسرة الإسلامية من خلال إفشاء السلام بينهم: فمن المعلوم أنّ المسلمين يمثلون مع بعضهم البعض أسرة واحدة، بل جسداً واحداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والعلاقة بينهم هي علاقة الأخوة التي هي أقوى من أخوة الدم في نظر الشريعة.2. السلام على الخاصة مرض أخل بالجسد الإسلامي منذ نهاية عهد الرعيل الأول: من الملاحظ أنّ لحمة المسلمين وطبيعة العلاقة بينهم قد بدأت في الانحسار بعد الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه، وبدأت بعض التعاليم العامة والمعززة للحمة المسلمين تتناقص تدريجياً، ولعل من أبرز العلامات الدالة على ذلك رد السلام على المعرفة، أو تسليم الخاصة، بحيث يرد المسلم على من يخصه من المسلمين، أما غيره منهم فلا علاقة له معه تدفعه لرد السلام، وهذا شرخ خطير في طبيعة العلاقة بين أفراد الأمة المسلمة، شعر فيه بعض الصحابة في أواخر حياتهم، أذكر على سبيل المثال هذا الأثر عن الأسود بن يزيد حيث قال: “أقيمَتْ الصلاةُ فقامَ وقُمْنَا مَعَهُ فلَمَّا دخلْنَا المسجِدَ رَأَيْنَا الناسَ رُكُوعًا في مقدَّمِ المسجِدِ فَكَبَّرَ وركعَ وركَعْنَا ومَشَيْنَا وصنَعْنَا مثلَ الذي صنَعَ فمَرَّ رجلٌ يسرِعُ فقال علَيْكَ السلامُ يا أبا عبدِ الرحمَنِ فقال صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ وبلَّغَتْ رُسُلُهُ فلمَّا صَلَّيْنَا ورَجِعْنَا وَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ جلَسْنَا فقالَ بَعْضُنَا أَمَا سَمِعْتُمْ رَدَّهُ علَى الرجُلِ صدَقَ اللهُ ورسولُهُ وبلغَتْ رسلُهُ أيُّكُمْ يسألُهُ فقال طارقٌ أنا أسألُهُ فسألَهُ حينَ خرجَ فذَكَرَ عنْ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ بينَ يدِيِ الساعَةِ تسليمُ الخاصَّةِ وفَشْوُ التجارَةِ حينَ تُعِينُ المرأةُ زوجَها على التجارةِ وقطعُ الأرحامِ وشهادةُ الزورِ وكتمانُ شهادةِ الحقِّ وظهورُ العلْمِ وفي روايَةٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِنَّ مِنْ أشراطِ الساعَةِ أنْ يُسَلِّمَ الرجُلُ لَا يُسَلِّمُ إلَّا للمعرفَةِ”. أخرجه أحمد.

شارك المقالة:
91 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook