هو التابعيّ المخضرم أبو مسلم، أدرك الجاهلية والإسلام لكنّه لم يرَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، دخل المدينة المنورة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولذلك يُدعى التابعيّ المخضرم، عُرِف بعبادته الطويلة، وصلابته في القتال، فكان يوم غزو الروم يتيمّم المواضع حتى يقف في المقدّمة، إن أُذن للغزو كان أقرب الناس للعدوّ، وقيل إنّه كان صائماً مصلّياً في طريقه لقتال الروم، فلمّا سُئل عن ذلك وقد رخّص الله -تعالى- له في السفر والغزو، أجاب: "لو حَضَر قتالٌ لأفطرت، ولتَهَيَّأت له وتَقَوَّيْت، إنّ الخَيْل لا تجري إلى الغايات وهي بُدُن، إنّها تجرى وهي ضُمُر، أي جائعة لم تأكل، ألا وإنّ أمامنا باقيةً لها نعمل".
روي أنّ بلال بن رباح كان قد أسلم مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان عبداً عند أمية بن خلف، وكان أمية يعذّب بلال عذاباً شديداً، فيُخرجه في حرّ الصحراء ويضربه بالسوط ويقسو عليه، حتى مرّ بهما أبو بكر يوماً فنهاه عن ذلك، وسأله متى سيترك هذا العبد وشأنه، فقال له أميّة: "أنت أفسدته، فأنقذه ممّا ترى"، فاشتراه أبو بكر رضي الله عنه، وأعتقه لله تعالى.
سعيد بن المسيب -رحمه الله- هو أحد التابعين، وُلد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كان له الكثير من المواقف والخصال الجليلة في حياته، فيما يأتي ذكر البعض منها:
موسوعة موضوع