كان لمصر عبر التاريخ حضارة عظيمة امتدت لقرون طويلة، وكانت تلك القرون شاهدة على حكم عدّة أمم وحضارات لهذه المنطقة التي توفرت فيها أسباب العيش الكريم، ففي مصر نهر النيل العظيم الذي يعدّ أطول نهر في العالم، وعلى ضفافه شيدت البساتين والزروع التي اعتاش عليها الناس على مرّ التاريخ.
تمتد تلك الفترة من الألف الثالثة قبل الميلاد إلى سنة 31 قبل الميلاد حيث كان حكم الملكة كيلوبترا آخر حكم لدولة الفراعنة على مصر حيث تمكن الإمبراطور الروماني اوكتافيوس من هزيمة كيلوبترا.
تمتد هذه الفترة من عام 31 قبل الميلاد إلى عام 476 للميلاد، وقد كانت تلك الفترة من أصعب الفترات وأقساها على المصريين، فقد اعتبرت روما مصر مخزن غلالها، وفرض ملوكها وأباطرتها الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهل المصريين، ولم تقتصر تلك الضرائب على الأحياء بل امتدت إلى الأموات حينما فرضت ضرائب على دفن الموتى، وعلى الجانب العقدي مرّت فترات صعبة على المصريين إذ حكم الإمبراطور نيرون مضطهداً المصريين، ثمّ جاء دقيانوس الذي تبرّء من النصرانية وحاربها حرباً شديدة حيث منع المصريين من أداء طقوسهم الدينية، وأحرق كنائسهم، وقتل كثيراً منهم، وقيل إنّ قصة أهل الكهف والفتية السبعة حدثت في عصر هذا الظالم، وقد اعتبر عصره عند المصريين عصر الشهداء وعصراً للتأريخ.
بعد أن فتحت جحافل جيوش المسلمين بلاد الشام وفلسطين، قدم عمرو بن العاص رضي الله عنه بجيشه ماراً من خلال الطريق الذي مر به الإسكندر المقدوني من قبل، حيث عبر سيناء ومر بالعريش حتى وصل إلى الصعيد والدلتا، وفتح حصون بلبيس وبابليون الرومانيين، وتمكن في غضون سنتين من هزيمة الرومان لتبدأ مرحلة الحكم الإسلامية لمصر التي مثلت أزهى وأروع العصور التي مرت على المصريين خلال تاريخهم القديم
العربية
