قَدِم إلى النبي من يثرب في بيعة العقبة الثانية ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان، وكان النبي حريصًا على بيان جميع البنود لهم، على أنه لم يعدهم بشيء من أمور الدنيا كالحكم والسلطان والنفوذ؛ فالأمر أمرُ عقيدة ودين ولذلك كان لا بد من انتخاب نقباء من الأنصار ينوبون عنهم في المشورة والرأي ويقومون على أمرهم، فيقدّمهم الناس عند كل موقف في الدعوة للدين ونقاش أمور المسلمين والعظيم أن النبي طلب من الأنصار انتخابهم ولم يفعل ذلك هو ترسيخًا لفكرة المشورة وحق إبداء الرأي في الدين الإسلامي، فقد ورد أنه: "أمرَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُخرِجوا منهُم اثنَي عَشرَ نقيبًا يكونونَ علَى قومِهم بما فيهِم ، فأخرجوا منهُم النُّقباءَ
وهؤلاء النقباء الذين اختارهم الأنصار، ورضيهم النبي -عليه الصلاة والسلام- كان منهم عددٌ ممن شهد بيعة العقبة الأولى، وساهم مساهمة كبرى في دعوة أهل يثرب، فأسلم على أيديهم عددٌ كبير من الأنصار، وهو من عظيم فضل الله عليهم أن هدى الله بهم الناس، فأمّا عن أسماء النقباء الاثني عشر؛ فهم: