تعدّ قريش من أعظم وأكبر قبائل العرب قديماً، وهي قبيلة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولقد كانت عظيمةً وذات مكانةٍ بين العرب؛ لإشرافها على بيت الله الحرام والحجيج القادمين إليه كلّ عام، وقد كانت قريش تُقسم إلى قسمين اثنين هما: قريش البطاح، وقريش الظواهر؛ فأمّا قريش البطاح فكانوا المسؤولين عن الحجّ والحرم، فيحمون البيت الحرام والحجيج ويخدمونهم، وقد كانوا كذلك مسيطرين على أمور التجارة والقوافل التي تمرّ من خلالهم؛ لذلك كانوا أغنياء أصحاب ثرواتٍ، ومن أمثالهم أولاد قصي بن كلاب، وبنو كعب بن لؤي، وتعدّ قريش البطاح أكثر تمدّناً من قريش الظواهر، أمّا قريش الظواهر فهم من كان قد نزل بظاهر مكّة فهم أقلّ تمدّناً، بل وأقرب للبداوة، وكانوا فقراء لا يجدون كثير كسبٍ من مالٍ وطعامٍ وشرابٍ؛ لذلك كانوا يغيرون على القوافل التجارية يتكسّبون جرّاء ذلك
يأتي تعريف الكفر لغةً بأنّه الإنكار والجحود] وأمّا في الشرع فالكفر هو رفض الإسلام، والتكذيب به، وقد يكون عن عمدٍ وإصرارٍ، أو بجهلٍ أو كبرٍ أو غير ذ وأمّا كفار قريش فهم كغيرهم من الكفار العرب الذين شهدوا النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وعايشوه، ولكنّهم ما آمنوا به وصدّقوه، بل أنكروا حديثه وكذّبوه، وكفروا بما جاء به من توحيد الله تعالى، والإيمان باليوم الآخر، وغير ذلك، ولقد استهزؤوا بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيام دعوته، وأقسموا الأيمان المغلّظة أنّ الله -تعالى- لن يبعث من يموت؛ وذلك رغبةً منهم في دحض كلام النبيّ جملةً وتفصيلاً، وقد ذكر الله -تعالى- مواقفهم تلك في القرآن الكريم، فقال: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ) وقال فيهم أيضاً: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
أنزل الله -تعالى- جملةً من الآيات التي تتحدّث عن الكفار أيام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبعضها يخبر بسوء عاقبتهم كذلك، ومن هذه الآيات ما يأتي: