أعدّ الله سبحانه وتعالى للمحسنين جزاءَ إحسانهم جنّاتِ عدنٍ، فيها من النّعيم ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، وفي المقابل أعدّ للمسيئين والعصاة والفاسقين عذاباً أليماً في نار جهنّمَ. من ألوان النّعيم في الجنّة الحور العين اللّواتي يكنَّ زوجاتٍ لرجالٍ من أهل الجنّة، وقد جاء في وصفهنّ ما يخلب الألباب ويسحَر العقول والأفئدة، ويُذكر من ذلك على سبيل التّمثيل والاستشهاد قول أبي هريرة رضي الله عنه إذ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أوّلُ زمرةٍ تدخلُ الجنةَ على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ، والذين على إِثْرِهم كأشدِّ كوكبٍ إضاءةً، قلوبهم على قلبِ رجلٍ واحدٍ، لا اختلافَ بيينهم ولا تباغضَ، لكلِّ امرئٍ منهم زوجتانِ ، كلُّ واحدةٍ منهما يُرَى مخُّ ساقها من وراءِ لحمها من الحُسْنِ)
رُوِيَ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قوله في وصف خَلقِ الحور العين: (خلقَ الحور العين من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران، ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر، ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب؛ أي الأبيض، ومن عنقها إلى رأسها من الكافور، إذا أقبلت يتلألأ نورُ وجهها كما يتلألأ نور الشّمس لأهل الدّنيا)