هو أبو هريرة سيّد الحُفّاظ عبد الرّحمن بن صخر الدّوسيّ؛ أي هو من قبيلة دوس إحدى قبائل جزيرة العرب، وقيل كان اسمه قبل الإسلام عبد شمس، فسمّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن، أسلم في العام الذي فُتحَت فيه خيبر سنة 7هـ، ومنذُ إسلامه لازمَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وحفِظَ عنه كثيرًا من الأحاديث بلَغَت 5374 حديثًا، وكان بذلك مرجِعَ الصّحابة في رواية الأحاديث، كان مشهورًا بحبّه للحيوان وعطفه عليه، وكان عنده هرّة يربّيها ويطعمها، فسمّاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أبا هر، وبعدها سمّاه الصحابة باسم أبي هريرة، ومن مناقبه -رضي الله عنه
يُثيرُ أعداء الإسلام والسُّنّة المباركة شُبَهًا حول رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- للحديث الشريف، فيقولون كيف استطاع أبو هريرة رواية هذا الكمّ الهائل من الأحاديث النبويّة وهو لم يصحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سوى ثلاثة أعوام ونصف على أبعد تقدير، ويستشهدون -وهم الذين ينسفون السُّنّة وكتب الحديث- بأحاديث في بطون كتب الأحاديث ليطعنوا برواية أبي هريرة للحديث الشريف، وأهمّ شبهة تُثار حول أبي هريرة هي أنّه قال أحاديث نبوية كثيرة ومدّة مصاحبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قصيرة، والحقّ أنّ أولئك القوم لم يقرؤوا في سيرة أبي هريرة -رضي الله عنه- ليعلموا من هو أبو هريرة، وكيف كان أبو هريرة يحفظ الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولماذا كان يؤدّيها بأمانة