ورد أنّ للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحد عشر عمّاً، لم يُسلم منهم مع النبيّ -عليه السلام- إلّا حمزة والعباس، وبعضهم توفّي قبل البعثة، وأمّا أكبر أعمام النبيّ -عليه السلام- فهو كما ذكر ابن القيم وابن عبد البرّ أنّه الحارث، وقيل إنّ من أسمائه التي عرف بها أيضاً المقوّم، وأمّا باقي أعمام النبيّ -عليه السلام- فهم:
فيما يأتي جانبٌ من حياة عمّي النبيّ اللذين أسلما؛ حمزة والعباس:
أسلم حمزة -رضي الله عنه- متحدّياً إخوانه الكفار من أهل قريش، وقد تبع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحبه في مكة، ثمّ هاجر معه إلى المدينة، وشَهِد بدراً، وأبلى فيها بلاءً حسناً، ثمّ تبع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة أحدٍ، في السنة الثالثة للهجرة، وقاتل فيها قتالاً شديداً، حتى إنّه كان ممسكاً بسيفين في قتاله، لكنّ أحداً كان يترصّد له ليقتله، وهو وحشيٌّ العبد، الذي وُعد أن ينال حرّيته إن تمكّن من قتل حمزة، فكمن له وراء صخرةٍ، حتى إذا مرّ أسد الله رماه بحربته، فاستشهد يومها، وكان من انتقام قريش منه أن بقروا بطنه ومثّلوا به، وأسماه نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- سيّد الشهداء.
عُرف العباس بذكائه وفطنته، فكان غزير العلم، سديد الرأي، واصلاً للرحم، أسلم مع النبيّ -عليه السلام- وهاجر معه إلى المدينة، وقدِم معه يوم فتح مكة، وكان من الذين ثبتوا في موقف حُنين، توفّي العباس في المدينة سنة 32 للهجرة، وصلّى عليه عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- ودُفن في البقيع
موسوعة موضوع