يُعتبر جورج واشنطن أو كما يُطلق عليه لقب (Father of His Country) أوّل رئيس للولايات المتّحدة الأمريكيّة، حيث استلم الرئاسة منذ عام 1789م وحتّى عام 1797م، وهو جنرال أمريكيّ، والقائد العام للجيش في الثورة الأمريكيّة،
وهو الرئيس الأمريكيّ الوحيد الذي انتُخب بالإجماع من قِبل الهيئة الانتخابيّة دون تصويت شعبيّ.
وُلد جورج واشنطن في الثاني والعشرين من شهر شباط عام 1732م في مزرعة العائلة في مقاطعة ويستمورلاند (Westmoreland) في ولاية فيرجينيا، وهو أكبر أبناء أوغسطين وزوجته ماري بول واشنطن، وقد أمضى جورج واشنطن معظم طفولته في مزرعة فيري (Ferry Farm) بالقرب من فريدريكسبيرج (Fredericksburg) في فرجينيا.
تلقّى جورج واشنطن تعليمه في المنزل منذ كان في السابعة من عمره وحتّى سنّ الخامسة عشرة، حيث درس في الكنيسة المحليّة، ثمّ عمل مُدرّساً للرياضيّات العمليّة، والجغرافيا، والكلاسيكيّات الإنجليزيّة واللاتينيّة، إلّا أنّ معظم المعرفة التي استخدمها لبقيّة حياته كانت من خلال معرفته بأعمال الزراعة والحطب، وفي بداية مرحلة حياته الشبابيّة تعلّم واشنطن زراعة التبغ، وتربية الحيوانات، ومسح الأراضي.
توفّي والد جورج واشنطن وهو في الحادية عشرة من عمره، وأصبح بعدها تحت وصاية أخيه غير الشقيق لورنس، والذي أحسن تربيته، وفي عام 1748م سافر جورج وهو في السادسة عشرة من عمره مع فريق من مسّاحي الأراضي في إقليم فرجينيا الغربيّ، وأصبح بمساعدة اللورد فيرفاكس المسّاح الرسميّ لبلدة كولبيبر، وعمل كمسّاح في مقاطعة كولبيبر، ممّا ساهم في زيادة قوّته العقليّة والجسديّة، وفي عام 1752م توفي أخيه لورنس بمرض السلّ، وورث عنه أراضي واشنطن، وبعد حوالي شهرين توفيت ابنة لورنس الوحيدة وأصبح جورج واشنطن رئيساً لإحدى أبرز مدن فرجينيا، وكان حينها في العشرين من عمره.
أظهر جورج واشنطن شخصيّته القياديّة بعد فترة من وفاة أخيه لورنس، حيث عيّنه الملازم روبرت دينويدي مساعداً له برتبة رائد في قوّات فرجينيا، كما أرسله إلى منطقة فورت ليبوف (Fort LeBoeuf) أو ما تُعرف حاليّاً باسم وترفورد في ولاية بنسلفانيا في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأوّل عام 1753م لإخلاء الأراضي التي تُطالب بها بريطانيا، إلّا أنّهم رفضوا وعاد واشنطن إلى ويليامزبرغ عاصمة فرجينيا، ثمّ عاد مرّةً أخرى مع عدد من الجنود وأنشأ موقعاً في جريت ميدوز (Great Meadows)، وهاجمت قوّة واشنطن الصغيرة الموقع الفرنسيّ، وقتلوا القائد كولون دي جومونفيل، وتسعة آخرين، وتمّ أسر البقيّة، وبدأت حينها الحرب الفرنسيّة الهنديّة.