أو كما يسميه البعض طبيب العرب، اسمّه الحارث بن كلدة الثقفي وهو أبو وائل الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي، ولد في الطائف ونشأ فيها، تعلم الطب في اليمن وفي جند يسابور في فارس، عاش بالجاهلية وأدرك الإسلام ولحق الخلفاء الراشدين، عرف الداء والدواء، وكان يضرب بالعود حيث تعلم الموسيقى والطب في جند يسابور في فارس.
بعد نشأته في الطائف كثُرت أسفاره بين اليمن وفارس حيث تعلم الطب والموسيقى، عرف الداء والدواء وأجاد معرفتهما حتّى أبهر كل من عرفه، وشهد له أهل فارس بعلمه وفضله وذاع صيته قبل انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وقبل عودته إلى الحجاز حصل على مال وفير بعد أن عالج أحد وجهاء فارس، وبعد عودته إلى مسقط رأسه مارس الطب؛ وأظهر براعةً قلّ نظيرها وذاع صيته بين الناس.
أمّا فيما يخصّ وفاته فقد اختلف المؤرخون في تاريخه فبعضهم قال أنّه توفي مسموماً في نفس يوم وفاة الخليفة أبو بكر من طعام مسمومٍ أعدّته امرأة يهودية، والبعض الآخر يقول أنّه توفي في عهد معاوية بن أبي سفيان، مستندين بذلك إلى روايات كان معاوية قد سأل فيها الحارث عن أمورٍ طبيّة، بينما الفريق الأول يُرجِّحُ أنّ هذه الروايات كانت قبل عهد خلافة عمر بن الخطاب.