كانت السيدة هاجر وابنها نبي الله إسماعيل -عليهما السلام- أول من شرب من ماء زمزم على الإطلاق، فلقد فجّر الله -تعالى- ماء زمزم لهما؛ ليسدّ حاجتهما من الطعام والشراب، والقصة بدأت حين خرج إبراهيم -عليه السلام- بهما وأوصلهما إلى مكة، حين كانت بلا غرسٍ ولا شجرٍ؛ تنفيذاً لأمر ربه -عزّ وجلّ-، وتركهما وانصرف عنهما، فبقيت السيدة هاجر تشرب وتسقي ابنها من الماء معها؛ حتى إذا نفد أخذت تسعى بين الصفا والمروة تبحث عن ماءٍ تسدّ به شديد عطش إسماعيل -عليه السلام-؛ فأكرمها الله -تعالى- أن فجّر تحت قدمي إسماعيل عين ماء زمزم، فارتوت هاجر، وروت ابنها إسماعيل معها.
وردت في ماء زمزم العديد من الفضائل؛ أولها أنّه سببٌ للشفاء من الداء بإذن الله -تعالى-، فقد تواترت أخبار السلف ممّن تداوَوا بماء زمزم؛ فكان لهم شفاءً ودواءً بإذن الله، ومن الفضائل العامة العظيمة ما قال فيه النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (ماءُ زمزمَ لما شُرب له) فالحديث يدلّ على عموم فضل ماء زمزم لما شُرب له من خيري الدنيا والآخرة.