وُلِد الإمام الشّافعيّ في السنّة 150 للهجريّة في ذات العام الذي لاقى فيه الإمام أبو حنيفة ربّه رحمهما الله، وقد أتمّ حفظه للقرآن في طفولته ولم يكمل عمر السبع سنوات، وكان معروفًا في قومه بصوته النّديّ الشجيّ في تلاوة القرآن، وكانت رحلته فب طلب العلم منذ الصّغر فخرج إلى قبيلة هذيل المعروفة بكونها أفصح العرب في ذلك الزّمان، وقد أجازه فيها الشيخ مسلم الزنجيّ على الرّغم من صغر سنّه، وحين بلوغه سنّ الثالثة عشرة سنة أكمل الإمام الشافعيّ حفظه لكتاب الموطّأ الذي كتبه الإمام مالك، فخرجت به أمّه إلى الإمام مالك ليلازمه ويتعلّم منه أصول الفقه والعقية والأحكام الشرعيّة.
الإمام الشافعيّ كغيره من أئمّة المسلمين الكبار لهم فضلٌ على مسلمي زمانهم ومسلمي هذا الزّمان، لما جمعوا للنّاس من العلم وقدّموه بين أيديهم، وقد قيل في أفضال الشّافعيّ الكثير، ومن هذه الأقوال: