هو عمر بن الخطاب واسم أمِّه حنتمة بنت هشام يُكنَّى بأبي حفص، وقد أصابته دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ" فأسلم في السنة السادسة من البعثة وكان عمره آنذاك سبعة وعشرون عامًا، وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأوَّل من لُقِّب بأمير المؤمنين بالإضافة إلى أنَّه لُقِّب بالفاروق؛ لأنَّه كان يفرِّق بين الحق والباطل، هاجر إلى المدينة جهرًا بعد أن طاف بالبيت سبعًا وصلَّى خلف المقام ونادى قائلًا: من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي، وقد آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين عمر وعتبان بن مالك وقيل: معاذ بن عفراء، يبلغ عدد زوجاته تسع زوجات وكان له عشر أولادٍ وأربع بنات، وتُوفي الفاروق عمر بن الخطاب يوم الأربعاء في شهر ذي الحجة من السنة الثالثة والعشرين للهجرة على يدِّ أبي لؤلؤة المجوسي حيث طعنه في خنجره وهو ساجدٌ لصلاة الفجر ودُفن في حجرة عائشة -رضي الله عنها- بجوار النبيِّ وأبي بكر.
اشتُهر عمر بن الخطاب بالعدل وخوفه من الحساب؛ لذلك شغلته هموم الأمّة وسهر على مصلحة رعيَّته، فازدهر عهده واتَّسم بالإنجازات الإداريَّة والحضاريَّة وكان أهمُّها التأريخ الهجري إلى جانب إنجازات عديدة، منها: