هو القاضي أبو محمّد عبد الحقّ بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عطية بن خالد بن عطية المحاربي الداخل،[٢] وينتمي في الأصل إلى قبيلة مشرقيّة هي قبيلة قيس غيلان بن مضر، القبيلة العربية المعروفة، وقد ولد في غرناطة أيّام دولة المرابطين التي كانوا يسمونها دولة الفقهاء، وكان فقيهًا وعالمًا بالتفسير والحديث الشريف والأحكاموقد تتلمذ على عدد من الفقهاء منهم والده الحافظ أبو بكر غالب بن عبد الرحمن، وأيضًا الحافظ الحسين بن محمد بن أحمد أبو علي الغساني الذي كان محدّثًا لديار الأندلس، ومن شيوخه أيضًا الفقيه أبو محمد بن عتاب القرطبي، والإمام أبو الحسن بن خلف الأنصاري الذي يعرف باسم ابن الباذش، وغيرهم كثر من كبار علماء الأندلس المشهود لهم بالعلم، وأيضًا تتلمذ على يده ثلّة من العلماء منهم الإمام أبو بكر بن أبي جمرة المرسيّ
بعد التعريف بالإمام المفسر ابن عطية الأندلسي بقي أن يوقف على منهجه في تفسير القرآن الكريم في كتابه الأشهر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، فإنّ المفسر ابن عطية الأندلسي قبل أن يلِجَ باب تفسير القرآن امتلك أوّلًا الأدوات التي تخوّله دخول هذا الباب العظيم الذي لم يدخله بحقّ سوى من شهدت له الأمّة بالعلم والفضل، فقد أعدّ نفسه إعدادًا علميًّا جيّدًا قبل أن يدخل باب تفسير القرآن الكريم، فقد قرأ كتب التفاسير التي سبقته وكان على دراية وعلم بها، وكذلك كان على علم بكتب علم القراءات واللغة وعلم النحو والحديث الشريف وكلّ ما يحتاجه إليه مفسّر القرآن