من هو مكتشف أمريكا

الكاتب: وسام ونوس -
من هو مكتشف أمريكا

 

 

من هو مكتشف أمريكا

 

تُشير المصادر التاريخية إلى أنّ مكتشف أمريكا هو الرّحالة كريستوفر كولومبوس، لكنّه عندما وصل إلى منطقة سان سلفادور في الثاني عشر من شهر أكتوبر من عام 1492م كان في انتظاره قبيلة من السكان الأصليين الذين سكنوا الأرض هناك وأقاموا فيها، وبالتالي لم يكن كولومبوس أول من وطأت قدماه أرض أمريكا الشمالية والجنوبية، ويُعتقد أنّ أول من اكتشف القارة الأمريكية قبل قرون هم المغول، والفينيقيون، والصينيون، والأيرلنديون، والنرويجيون، والويلز، وكان مجيء كولومبوس بعد كلّ هذه الجماعات، كما أنّ هناك العديد من النظريات الأخرى التي تتعلّق بمعرفة هويّة مكتشف أمريكا.

 

الحقيقة وراء كريستوفر كولومبوس

يُعتبر كريستوفر كولومبوس من أشهر الرحّالة في التاريخ، وقد ذكرت السجلات التاريخية أنّه تمكّن من تأسيس طريق تجاري استُخدم لنقل العبيد والبضائع بين الدول والمناطق لكنّه لم يكن أول أوروبيّ يزور الأمريكتين الشمالية والجنوبية، كما أنّه ليس أول من أسّس مستوطنةً في تلك الأراضي.

 

نظريات اكتشاف أمريكا

نظرية جسر بيرينغ لاند

تُعتبر نظرية "The Bering Land Bridge theory" إحدى النظريات التي تُفسّر اكتشاف أمريكا، ويُمكن شرح هذه النظرية بأنّ سيبيريا وألاسكا "بيرنجيا حالياً" كانت سابقاً أكبر ممّا هي عليه اليوم؛ فقد كان مستوى البحر أقل، كما أنّ كثيراً من المسطحات المائية الموجودة حالياً كانت على شكل جليد، ويُرجّح العلماء أنّ هناك جسر برّي يُدعى بيرينغ لاند كان يربط سيبيريا وألاسكا، وأنّ هذا الجسر قد ظهر بفعل حاجة البشر إلى البحث عن الطعام في مناطق أخرى في العالم.


كان الناس يخرجون خلال العصر الحجري للصيد وجمع الأعشاب والنباتات في أماكن أخرى بعيدة؛ وذلك لأنّ الجليد كان يُغطي مساحات شاسعةً لا وجود للغطاء النباتي فيها، وبالتالي عبرت الحيوانات جسر بيرينغ لاند بحثاً عن الطعام، وهو ما فعله الإنسان بفطرته، حيث يعتقد المؤرخون أنّ بعض الصيادين قدموا من آسيا إلى ألاسكا من خلال القوارب جنوباً على طول الساحل، أو عبر جسر بيرينغ لاند البري من سيبيريا، ووصلوا إلى هناك منذ 13,000-35,000 عام، وبالتالي كانوا أول من اكتشف أمريكا، واعتُبروا أحفادهم الشعوب الأصلية في القارة، ومثّلوا الأمريكيين الأصليين.

 

نظرية السوليوترية

ظهرت نظرية أخرى بشأن اكتشاف أمريكا تُدعى نظرية "Solutrean Hypothesis"، ويُمكن شرحها بأنّ البشر صنعوا أسلحةً بمواصفات معيّنة قبل نحو 13,500 عام، وهي أسلحة كانت على شكل رمح مُسطّح دقيق، وقد تمّ العثور على هذه الأسلحة في جميع أنحاء الأمريكتين الشمالية والجنوبية، فجاءت تساؤلات علماء الآثار حول كيفية وصول هذه الأسلحة إلى أرض أمريكا؛ فتتبّعوا الأدلة نحو جسر بيرينغ لاند البري والمحيط الأطلسي لمعرفة كيفية وصول هذه الأسلحة إلى أمريكا.


تبيّن أنّ الأسلحة التي تمّ العثور عليها في المناطق الواقعة على طول الساحل الشرقي للقارة الأمريكية هي في الحقيقة مشابهة لتلك الأسلحة التي تمّت صناعتها في إسبانيا وجنوب فرنسا خلال العصر الحجري القديم في فترة الحضارة السوليوترية، وبالتالي جاء الاستنتاج بأنّ الناس خلال تلك الفترة قد عبروا المحيط الأطلسي، وتوجهوا للصيد على طول حزام الجليد من خلال القوارب الجلدية، ووصلوا إلى مناطق ماريلاند وفرجينيا؛ ليكونوا أول من اكتشف تلك الأراضي.

 

نظرية الراهب الإيرلندي والسلحفاة البحرية الضخمة

تُشير إحدى نظريات اكتشاف أمريكا إلى أنّ هناك راهب أيرلندي شهير يُدعى القديس بريندان اكتشف منطقةً في أمريكا، وأشارت الأساطير التاريخية إلى أنّ هذا الراهب قام برحلته عام 400م عبر المحيط الأطلسي على ظهر سلحفاة بحرية، لكنّ الرواية الأقرب إلى الصحة أنّه سافر عبر قارب أيرلندي تقليدي مصنوع من الخشب والجلد.


على الرغم من قدرة السفن آنذاك على الوصول إلى مستوطنات الشمال في أيسلندا، إلّا أنّه لم يكن هناك دليل قاطع على قدرة قارب من الخشب والجلد على قطع هذه المسافة؛ لذا أبحر المؤرخ تيم سيفيرين في عام 1976م بواسطة قارب أيرلندي تقليديّ من أيرلندا إلى أمريكا الشمالية في محاولة لإثبات إمكانية القديس بريندان على فعل ذلك وقد نجحت رحلته، لكن رواية القديس بريندان ما تزال في محل شك لدى العلماء والباحثون لأنّها انتقلت عبر الأجيال شفوياً ولم تُكتب في سجلات تاريخية إلّا بعد مرور قرون على الرحلة.

 

نظرية الأمير مادوك

تُعتبر نظرية الأمير مادوك إحدى نظريات اكتشاف أمريكا، ويُذكر حسب هذه النظرية أنّ هناك أمير ويلزي يُدعى مادوك كان ابناً غير شرعياً لملك غوينيد، لذا فإنّه لم يتنافس على الحكم مع إخوته بعد وفاة والدهم في شهر ديسمبر من عام 1169م، فبدأ رحلة استكشاف مع أخوه رايرد من الساحل الشمالي لدولة ويلز، واتجها نحو الغرب عند منطقة ألاباما الواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية ثمّ عادا إلى نقطة الانطلاق في دولة دويلز.


سعى الأمير مادوك إلى إقناع الويلزيين إلى العودة معه إلى هناك في رحلته التالية؛ فخرج مع طاقمه في عام 1171م من جزيرة لوندي الويلزية، لكن لسوء الحظ لم يُعرف مصير هذه الرحلة حتّى اليوم، ويُرجّح الباحثون أنّهم وصلوا إلى خليج موبايل في ألاباما، ثمّ انتقلوا إلى نهر ألاباما حيث الحصون الحجرية المبنية من قِبل الشعب الأبيض، والتي تُشبه في تصميمها قلعة دولويديلان الواقعة في الجزء الشمالي من دولة ويلز.

 

نظرية قراصنة الشمال

تُعتبر نظرية قراصنة الشمال إحدى نظريات اكتشاف أمريكا، وتذكر هذه النظرية أنّه قبل نحو 500 سنة من ولادة كريستوفر كولومبوس، قام مجموعة من البحارة الأوروبيين بترك بلادهم في شمال أوروبا بحثاً عن وطن جديد، فأبحروا في سفينة عبر المحيط الأطلسي، وأدّت الرياح العاتية الشديدة إلى توجيه السفينة نحو منطقة ساحلية في أرض أمريكا الشمالية؛ فكانوا بذلك أول أوروبيين وطأت أقدامهم أرض أمريكا.


تُشير المصادر التاريخية إلى أنّ هناك شخص يُدعى إريكسون يُعتقد بأنه ولد في أيسلندا عام 970م، وهو ابن إريك الأحمر الذي أسّس أول مستوطنة في جرينلاند الأوروبية، وذلك بعد أن تمّ طرده من أرض أيسلندا في عام 985م، وقدد قرّر إريكسون في نحو عام 1000م الإبحار برفقة طاقمه إلى أراضي النرويج وتعرّض هناك إلى تهمة التبشير الديني من قِبل الملك أولاف الأول تريجفاسون.


جاء ذكر رحلة إريكسون نحو أمريكا الشمالية في الأساطير الأيسلندية، وبقي هذا الذكر شفوياً حتّى تمّ تسجيله في المصادر التاريخية خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، ولعلّ أبرز القصص التي ظهرت على هذه الحادثة هو أنّ إريكسون عبر المحيط الأطلسي عن طريق الصدفة بعد إبحاره في مسار عودته من النرويج، أمّا الراوية الأخرى فتقول أنّه وصل إلى أمريكا الشمالية متعمّداً وليس عن طريق الصدفة.

 

مزاعم البولينيزيين

تشرح نظرية "Polynesian yams and shakier claims"، أنّ البولينيزيين زاروا أراضي القارة الأمريكية قبل الرحالة الشهير كريستوفر كولومبوس، ودليل ذلك هو وجود البطاطا الحلوة، حيث عثر الباحثون والعلماء على أقدم دليل على وجود نبات البطاطا الحلوة المكربنة في المحيط الهادئ والذي يعود إلى نحو 500-1000 سنة قبل إبحار الرحالة كولومبوس إلى الأمريكتين الشمالية والجنوبية.


وجد العلماء الفرنسيون عينات لهذا النبات واستطاعوا من خلال إجراء التحليل الوراثي أن يُثبتوا أخذ البولينيزيين البطاطا الحلوة من أراضي أمريكا ونشرها في مناطق جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، وبالتالي وصل البولينيزيون إلى أراضي أمريكا واستطاعوا إنشاء طرق التجارة إليها، وذلك قبل وصول الرحالة كريستوفر كولومبوس، لكن من غير المؤكد أن يكون ذلك قبل وصول قراصنة الشمال.

 

نظرية كليوبترا والصينيين

يُعتقد أنّ الفينيقيين أو المصريين دخلوا أراضي الأمريكتين الشمالية والجنوبية في عام 600 قبل الميلاد، استناداً إلى وجود تشابه بين الزنوج والقوقاز المنحوتين على قطع السيراميك الأمريكية الأثرية، كما أشارت بعض المصادر إلى وجود اتصال بين مصر والأراضي الأمريكية، وأنّ الصينيين وصلوا إلى مناطق أمريكا الوسطى في حوالي عام 1000 قبل الميلاد، حيث يوجد تشابه في بعض الجوانب الثقافية بين الأمريكيين الأصليين والصينيين، وتمّ العثور على إثباتات بأنّ الصينيين وصلوا إلى أرض أمريكا في عام 1421م قبل حوالي سبعين عام من وصول الرحالة كولومبوس.

 

الأفريقيون

تُعتبر نظرية الأفريقيين إحدى نظريات اكتشاف أمريكا، حيث أشارت بعض الدراسات والأبحاث إلى وجود اتصال بين أفريقيا والحضارات التي سبقت وجود الرحالة كولومبوس، ومنها ما ورد في المصادر العربية التي تعود إلى القرن الثامن الميلادي، كما وُجدت رسومات على حجارة البازلت على الساحل الشرقي لدولة المكسيك لأشخاص يشبهون شعوب القارة الأفريقية.


أشارت بعض المصادر التاريخية البرتغالية إلى ما حدث من حركات هجرة من الجزء الغربي في القارة الأفريقية خلال الفترة ما بين 1311-1460م، حيث تتضمّن المصادر قيام الأفارقة من العرب وممّن عاشوا في الأجزاء الشمالية الغَربية مِن أفريقيا بمغادرة أراضيهم وتوجههم بسفنهم نحو هايتي وبنما والبرازيل، ولعلّ ما يؤكّد ذلك هو لقاء الرحالة كريستوفر كولومبوس بقبائل الأراواك عند وصوله إلى أمريكا، حيث قامت هذه القبائل بإخبار كولومبوس عن حصولهم على منتجات من التُجار السود الذين قدموا من مناطق الجنوبية والشرقية.

شارك المقالة:
81 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook