عند تمعنّ الإنسان في سير الأنبياء والمرسلين، يجد أنّ هؤلاء الأنبياء هم من أضاؤوا الدّرب للإنسان، فهم من اختارهم الله تعالى واصطفاهم ليبلّغوا رسالته، ويظهروها للنّاس والأقوام كلٌّ بحسب من بُعث له، وقد كان آخر الأنبياء والمرسلين هو الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، حيث بلّغ دعوته بكلّ أمانةٍ وصدقٍ، وبلّغ القرآن الكريم الّذي كان معجزته، ولم يخفِ أيّ آيةٍ من آياته،، كما يعدّ الإيمان بالأنبياء والرّسل هو الرّكن الرّابع من أركان الإيمان، لذلك وجب على المؤمن الإيمان بهم، وإلّا كان من الجاحدين، فالإيمان بهم سببٌ لسكينة نفس الإنسان، وطمأنينة قلبه، وصلاح حياته الدّنيويّة والأخرويّة.
إنّ لفظ النّبي له معنيان: الأوّل في اللّغة، والثّاني في الاصطلاح، وفيما يأتي بيانهما:
إنّ أوّل الأنبياء والمرسلين هو آدم عليه السّلام، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ من سيرة آدم عليه السّلام.
حثّ الله تعالى على تعلّم سير الأنبياء والمرسلين، وقراءة قصصهم، وذلك بهدف الاتّعاظ، وأخذ العبر المستفادة من هذه القصص، ويعدّ نبيّ الله آدم عليه السّلام من الأنبياء الّذين كثر ذكرهم في القرآن الكريم، فقد وردت قصّته في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، ويعدّ أوّل أنبياء الله تعالى، وذلك أيضاً حسب ما اتفقّ عليه علماء المسلمين، وقد ميزّه الله تعالى من خلال أربعة أمور، وهي: أنّ الله تعالى خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، ثمّ أمر ملائكته بالسّجود له، وعلّمه من الأسماء، وهي ما يتعارف به النّاس على الأشياء.
لقد مرّ خلق آدم عليه السّلام بأربع مراحل، وهي:
هنالك عدّة دروس وعبر مستفادة من قصّة آدم عليه السلام، يمكن للإنسان الاتّعاظ والاستفادة منها، وفيما يأتي بيانٌ بعض هذه الدّروس:
حثّ الدّين الإسلاميّ الإنسان على أن يعمل ويأكل من خير يديه، وأن يسعى لذلك ولو وجد صعوبةً في بادئ الأمر، لما لذلك من أثرٍ عظيمٍ في استقرار حياته، وصلاح مجتمعه، ونهضة أمّته، وأن يتبّع في عمله الوسائل المشروعة في ذلك حتى ينال رضا الله تعالى، حيث قال تعالى: (وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ)، فإنّ أولى من على الإنسان أن يقتدي بهم في حياته ويتّبعهم، هم أنبياء الله تعالى ورسله، فقد كان لكلّ نبيٍّ ورسولٍ منهم عملٌ يفعله، ويتقن أداءه، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض الحرف الّتي عمل بها أنبياء الله تعالى ورسله:،
موسوعة موضوع