• يتنوع فراق الأحبة ووداع الأعزة في هذه الحياة القصيرة؛ ما بين سفر وزواج، وانتقال وعمل، ونزهة وفسحة، وخاتمتها الفراق الأبدي والوداع السرمدي إلى الدار الباقية والحياة الآخرة.
• لحظات الفراق وذكريات الوداع تُوقِفنا على عدد من الحقائق والتجليات التي تغيب عن أذهاننا، وتعزب عن تفكيرنا؛ فنغفل عن بعضها ونتجاهل أكثرها.
• هذه الحقائق والتجليات تمثل البلسم الشافي والمنطق الواعي لمن عانى مرارة الفراق وألم الوداع، وتتمثل في المنظومة الآتية:
2- تقرير النهاية والفناء لكل مظاهر الحياة: ? كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ? [الرحمن: 26].
3- تصنيف أحوال الراحلين: عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه أنه كان يحدث: ((أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرَّ عليه بجنازة فقال: مستريحٌ ومستراحٌ منه، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ فقال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب))؛ [رواه البخاري].
4- أثر شهادة الخلق وذكر الناس: عن أنس قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت عليه جنازةٌ، فأثنَوا عليها خيرًا، فقال: وجبت وجبت، ومرت عليه جنازةٌ، فأثنَوا عليها شرًّا، فقال: وجبت وجبت، فقال عمر: يا رسول الله، قولك الأول: وجبت، وقولك الآخر: وجبت؟ قال: أما الأول فأثنَوا عليها خيرًا، فقلت: وجبت له الجنة، وأما الآخر فأثنوا عليها شرًّا، فقلت: وجبت له النار، وأنتم شهداء الله في أرضه))؛ [رواه البخاري].
5- الرفيق النافع والعمل المصاحب للعبد في الدنيا والآخرة: عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يتبع الميت ثلاثةٌ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحدٌ: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله))؛ [رواه البخاري].
6- بداية زوال الغشاوة وانكشاف الحقيقة: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وضعت الجنازة، فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قدموني، قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصَعِق))؛ [رواه البخاري].
7- تجلية حقيقة الفوز والخسارة: ? فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ? [آل عمران: 185].
8- نهاية الحكاية: عن ابن عمر قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يُجعل بين الجنة والنار، ثم يُذبح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم))؛ [رواه البخاري].
9- الدعوة للاتعاظ والاعتبار بالحقائق الشرعية والأحوال الأخروية: ? لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ? [الصافات: 61].
ومضة:
وموقف للوداع ألبسني لباسَ همٍّ يسوء موقعُهُ فقلت والدمع قد شرقت به أستودع الله من أودعُهُ
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.